وعي الشعر "دراسات محكمة في التأسيس والتطبيق"

🔹️إنَّه مما لا شكَّ فيه أنَّ هذه الدراسات المعمقة التي يحتويها هذا الكتاب بين دفتيه, تنتظم كلُّها في عقد واحدٍ هويتُه المائزة هي الشعر والوعي به من حافتي التأسيس نظراً, والنص والنقد تطبيقاً. ولعلَّ بعض ما ينماز به هذا الكتاب، هو محاولته ابتناء رؤيةٍ كليةٍ للشعر قديمِه وحديثِه، ورغبته الأصيلة في إقامة وعي حقيقيٍّ به؛ وبخاصةٍ فيما يتعلق بطبيعته، وبهويته الفارقة له من الأغيار الفنية الأخرى؛ متجاوزةً التصورات العالقة بمصطلحات التعريف، والمفهوم، والتصور؛ من دون غفلانها البعدين: الوظيفي والأدائي له. كما أنَّ انغماسَنا في الممارسة النقدية التأويلية على ثلاثة نصوصٍ مختلفة لثلاثة شعراء متغايرين عصراً ورؤيةً وأيديولوجيةً، يأتي استجابةً أمينةً لفكرنا النقدي الذي يؤمن أنَّ تراكم التطبيق النقديِّ على النصِّ الشعريِّ العربيِّ، هو بيتُ ميلاد المنهج، ورحم استيلاد الرؤى، ومنبع التصورات الأصيلة التي يمكنها الإسهام الحقيقي في تطوير تجربتنا النقدية العربية ووصلها بالمنجز النقدي الإنساني؛ يُضافُ إلى هذا أنَّ شأن وعينا بالشعر لا يمكن أن يقف عند حدِّ التأسيس النظري وحسب، وإنَّما تجليات الممارسة النقدية هي فعلٌ متممٌ لهذا الوعي ومؤكدٌ له، وهذه هي غاية الغايات ومبلغ الطموحات من كتابنا "وعي الشعر". فلئن كنا قد أصبنا منها كبدَها، وأمكننا الإحاطةُ بمغزاها؛ فذلك فضلُ اللهِ تعالى يُؤتيه من يشاء، وإنْ كانت الأخرى؛ فهي من خصائصِنا البشرية الأصيلة؛ حيث نجتهدُ؛ فنصيبُ ونخطئ؛ ولكنْ حسبُنا شرفُ الغايةِ، وحسنُ النيةِ، وإخلاصُ القصدِ...فالحمد للهِ في البدءِ وفي المنتهى، وبه نستعيذُ من فتنةِ القولِ، ومن فتنةِ العملِ، ونبرأُ من العُجْب والغرورِ، ونضرعُ إليه في التماسِ الرشدِ، ومنحةِ العفوِ، ورجاءِ التوفيقِ...إنَّه على كلِّ شيءٍ قديرٌ