التوحد والعلاج بالمساج

لقد أثبتت أنواع العلاج التي يعرضها هذا الكتاب نجاحًا منقطع النظير مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد والذين لم تتجاوز أعمارهم الست سنوات ، ويرجع الفضل في ذلك النجاح إلى الأبوين القادرين على تدليك أطفالهما وجعل هذا المساج روتينا منتظمًا في البرنامج اليومي لحياة أطفالهما، على أن يستمر ذلك المساج لفترة لا تقل عن خمسة أشهر، وقد ثبت من التجارب أن أحوال هؤلاء الأطفال قد تحسنت مع مرور الوقت، وباتوا يطلبون هذا النوع من المساج بأنفسهم، وانعكست هذه الممارسة بالفرحة والسعادة على الأبوين وخاصة حينما يمارسون هذا العلاج على أجساد أطفالهم، هذا، ولا يزال أولياء الأمور ينتظرون الكثير والكثير، وخاصة هؤلاء الذين يستجيبون لمطالب أطفالهم أثناء تلقيهم هذا النوع من المساج، مع ملاحظة أن النتائج العلاجية بالمساج تزداد تقدمًا كلما أتقن الأبوان فن الاستجابة لإشارات وإيماءات أطفالهما في التعبير عما يحتاجونه ويرغبون فيه، لقد اعتمدنا في دراستنا هذه على خبراء كي نضمن فرصة حصول أولياء الأمور على الفهم الصحيح والاستيعاب الكافي لفن العلاج بالتدليك وإتقانه حتى يتمكنوا من علاج أطفالهم على أسس تتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على الأطفال بين حين وآخر.