20 باب للخوف

.... .... مجموعة قصصية .... كان يمشي لاهثاً و الأمطار تغرقه .... مواء القطط الهاربة يحاصره ..... إضاءات السيارات تعميه.... هدير الرياح يكاد يجمد الدماء في عروقه... الجو شديد البرودة ... الأرض مبتلة بالمياه يمشي.. يتعثر... يقع.. يقاوم .. ينهض ... و من ثم يواصل السير.... ثم يتعثر فيقع .... أمعائه تصرخ من الجوع و لكن يبدو ذلك ترف لمن هو مثله .... أين المنزل؟! أين الدفء ؟! أين الأمان.. أين الطعام ؟! متلازمة الرعب الشهيرة البرد .. الخوف .. الجوع، لكنه في النهاية وصل.. ها هو المنزل يتراءى له من بعيد مبددًا كل شعور بالخوف.. المنزل... ذلك الحنين الخفي منذ الطفولة الذي يدفعنا مهما غبنا.. بحنين يقودنا إليه.. أخرج المفاتيح بيد مرتجفة و قلب واجف و جسد منهك ليرتمي بين أحضان منزله .. أخرجها وهو يأمل أن ينتهي يومه القاسي.. ويعود لفراش دافئ طالما اشتاق إليه اقشعر جسده قليلا مع صوت صرير الباب وهو يفتح أخيراً.. لم يكن يعلم أنها لم تكن نهاية يوم قاس عصيب... بل كانت البداية.. نحن من موقعنا هذا لا نعرف ما حدث .... هل سنراه مرة أخرى لنسأله؟! دعونا من ذلك.. فقط لنوصد النوافذ والأبواب لأنها حقا ... ليلة ممطرة أخرى!!