نظرية الشنب - الطبعة الثانية

هَذا الكِتاب ليسَ عِلمياً أكادِيمياً وليسَ كِتاباً فلسفياً..وكذلك ليس فُكاهياً وأيضاً ليس دِينياً دعوياً ولا يُصنَّف كِتاباً روحانياً صوفياً ولا أراه فيزيائياً مادياً وليس كتاب تنمية ذاتية.. وأخيراً ليس تاريخياً ..! هذا الكتاب مُكوَّنٌ من كل ما سبق بعد إزالة الحَواجِز بين تلك الأصناف وإذابتها عَلى بعضها البعض لتكتشف أنَّها خرجت من مشكاةٍ واحدة فُـهو كتابٌ يخرجكَ من التأطيرِ والصندقة إلى عالَمِ الحِبالِ والخيوطِ والأسلاك والشُعَيرات..ستجده يربِط كُل ما سَبَق مِن أصنَاف لتكتشف التكامل! فكل ذلك عبارة عن شعيراتٍ في شنبٍ ضخم ..! فمن إستطاع أن يحيط بتلك الأفهام ويُطبقها فِعلياً سيصل إلى مرحلة الإقتراب من الكمال البشري كما قال الرَّسول ﷺ "كَمُل مِنَ الرِّجال كثير "صحيح البخاري 3769 وما الشنب إلا اللمسة الأخيرة من الكمال بعد إجتياز أنهار الأخلاق وبحار الإدراك ثم الغوص في محيط الإشراق لتصل وتكتشف صندوق الكنز الضخم لتفتحه ولكن .. مهلاً ! أين الكنز؟ هذه قصاصة من ذهبٍ و نور كُتِب عليها " ليست الرجولة بالشنب الكبيِّر ولكن الفحولة بالفِكر النيِّر " "ولا يُعرف الحق بالرجال ولكن يعرفُ الرجال بالحق" ..علي بن أبي طالب فهلمَّ معنا للتعرف على ألوان وأنواع ومفاهيم ووجهات و زوَايَا تُنَاقِش مَفهُوم وَحَقيقَة الشَّنَب.. لَعَلِي وَإياكُم نحقِّق روح وَجَوْهَر الشَّنَب قَبْلَ تَربِيَة شُعَيراتِه .. فَالغَرض أَنْ تَطِير بِرُوحِك مِثل الصَّقر وَلَيسَ أنْ يَقِف الصَقرُ ..عَلَى شَنَبِك ! فــ هَيَّا بِنا لُنُرَبِي أَروَاحنا وَأَخْلاقنا قَبلَ تَربِيَة شَنَبَاتنَا .. فالغَرَض أَنْ نُلَبِي تِلكَ القِيمَة قبلَ أَن نُرَبِي الشَّنَب البرِّيمة..!