أسلوب الالتفات في شعر الشاعر الليبي حسن السوسي

يعد الًالتفات فنًّا بلاغيّا من فنون العربية، فهو أسلوب من أساليب اللغة العربية،وملمح من ملامح النظرية الأسلوبية الحديثة، وهو على المستوى الفني يعدّ "من الظواهر التي تتحكم في الأساليب بصيغة الحضور الفاعل والمؤثر وكأن الًالتفات وهو - يواصل أداءه الفني يحقق الاستجابة الطبيعية لنزوع الإنسان إلى التنوع والتجديد في - أساليب تعبيره وصيغ كلامه."(فالح، جليل. 1984 : 63 ). إذ إن هذه الظاهرة اللغوية هي "التي يمكن بواسطتها التعرف على طبيعة الأسلوب، بل ربما كان هذا الانتهاك هو الأسلوب ذاته، لأن الأسلوبيين نظروا إلى اللغة في مستويين: الأول: مستواها المثالي في الأداء العادي، والثاني: مستواها الإبداعي الذي يعتمد على اختراق هذه المثالية وانتهاكها" (عبد المطلب، محمد 2009 : 268 .) ورغم عمق الجذور المعرفية لمفهوم الًالتفات "فقد أقام النحاة واللغويون مباحثهم اللغوية على تحقيق الأداء المثالي للألفاظ والتراكيب، بينما أقام البلاغيون، والأدباء مباحثهم على تحقيق المستوى الإبداعي للغة الخطاب، الذي يعتمد الالتفات خروجاً عن الأداء المثالي للّغة، وهذا لا يعنى إنكار البلاغيين، والأسلوبيين، والأدباء للمستوى المثالي للَّغة، بل إن ذلك يؤكد على فهمهم للأنظمة اللغوية، وإدراكهم لمستوياتها المثالية، بحيث جعلوها معياراً للصياغة الفنيَّة، التي يمكن أن يقيسوا عليها عملية الًانزياح في هذه الصياغة" (حسان تمام 1996 : 18 ) .