سيداتي سادتي

بقيت أرمقه دون أن يرف لي جفن مستذكر السنوات الماضية التي عشتها معه، لم أستشعر نحوه حينها بأي خوف أو فزع وإنما كنت كارها له ومتمن خلاصه، ولو تم منحي الحق باتخاذ قرار إعدامه سأوقعه من شدة غضبي تجاهه. سلمت لسياسة الأمر الواقع مطالبٌ أن أتعايش مع رجل على الرغم من اختلافنا، سلب مني جذوري وعائلتي، لا تربطني به أية علاقة سوى أوراق تثبت أبوته المرفوضة من قبلي. شق السكون فجأة صوت الأنين الذي أصابني بالدهشة، استرعى انتباهي، التفت نحوه لأرى رجلاً ثرى عيناه بدموع النسوة، اعتاد أن يردد على مسمعي منذ الصغر: "الدموع للنساء والخوف لهن والسيطرة للرجل وحده وإلا لن تكون رجلاً قط". تبسمت بلا وعي مني، أيعقل بأنه قد كشف حجاب رجولته أمامي...