اسمى من الحب

حينَ يكون الوفاء بوصلةً حقيقيّةً لقلب العاشق، الوفاء للحبيبة الّتي اختارها القلب الّذي لا يضلّ في الرّواية الأولى (أسمى من الحبّ)، والوفاء للوطن في الرّواية الثّانية (فاصل ونواصل)، والوفاء للكرامة في الرّواية الثّالثة (نهاية وبداية). فلم يتخلّ عن حبيبته في الأولى، ولا عن وطنه في الثّانية ولا عن كرامته في الثّالثة، وبهذا يعيشُ الإنسانُ متصالِحًا مع نفسه، ومع أنّ البطل في الرّواية الأولى لم يستطع الموتُ أنْ يُفرّقه عن حبيبته ، فإنّه تخلّى عنها بسهولة في الرّواية الثّالثة مع أنّ حبيبة البطل في هذه الرّواية طاردتْه حتّى آخر رمق، ويبدو أنّ الأمر متناقضٌ هنا، ولكنّه في الحقيقة عكسُ ذلك تمامًا، إنّه منسجمٌ أحسنَ ما يكون الانسِجام، والسّبب ببساطة أنّ الحبيبة في الرّواية الأولى حفظت الكرامة لحبيبها، ولكنّها داسَتْها في الرّواية الثّالثة، لكي يقول النّصّ؛ إنّ الكرامة فوقَ كلّ شيءٍ، وإنّها إنْ صِينَتْ تدفّق بعدها الحُبّ نهرًا لا ينضب، وإذا ديستْ خُنِقَ معها الحُبّ في مهده قبل أنْ ينمو أو يُبرعم!