الوقوع في الدوامة

"لم يكن الزمان بعيدًا حين كنت أهتدي عبر هذه الطرق بكل ما أوتيت من قوة؛ قوة تضاهي حيوية أصغر أبنائي, غير أنه ومنذ ما يقارب الثلاث سنوات ابتُليت بمحنة عظيمة، محنة لم يسبق لأي بشري أنه عانى من مثلها - أو على الأقل لم ينجُ أحد ليروي قصتها – ولمدة ست ساعات من الرعب المميت الذي عانيته كانت كفيلة بأن تهدمني جسديًا وروحيًا. قد تظن أن الشيب قد غزا رأسي بفعل تقادم السنين، لكن الحقيقة غير ذلك؛ ففي يوم واحد فقط، تحولت خصلات شعري من سوادها الحالك إلى البياض الصارخ، وضعفت أوصالي، واسترخت أعصابي حتى صرت أرتجف لأتفه الأسباب، وأخاف لو رأيت حتى ظلالي، أتدرك أنني أصبحت أخشى النظر إلى هذا الجرف الهين خشية أن يغشى عليّ من شدة الدوار؟"