عندما تفتح الأبواب

عندما تنفتح الأبواب.. أبواب الأجنحة والممرات والمهاجع، تفتح أيضًا أبواب الخوف والرعب، تاركةً وراءها أصداء صمت السجان وخطواته المثقلة، وبين صوت المفتاح يتلاءم صوت الباب الحديدي، موحِّدةً تلك الأصوات المرعبة لتكوّن سيمفونية من الهلع والخشوع. في تلك اللحظات، يتفتح سراديب الذكريات، وتتلاطم مشاعر الخوف والترقب في عقول السجناء، فكل صدى يروي قصة، قصة الاحتجاز والانتظار، قصة تجربة العزلة والتحمل، وبين ضلوع تلك القصص تسكن الصبر والإيمان، فرغم ظلم الأقدار، يبقى الإنسان محتفظًا بشمعة الأمل في قلبه، مستعدًا لمواجهة ما هو قادم. وفي تلك اللحظات العتيقة، تعكس أضواء السجن أشكالًا مختلفة من الظلمة والضوء، تلمح لروح الإنسانية التي تصارع لتظل متماسكة في وجه الجحيم، وتنبعث من بين القضبان روح الصمود والقوة، فتتغلغل الأمل في كل زاوية مظلمة، ينمو ويزدهر مثل زهرة نادرة في صحراء العتمة.