أدب الأطفال وثقافتهم في المنظور العلمي والعملي

إنَّ الّذي سيُعرض من تساؤلاتٍ وإجاباتٍ في مسار هذا الحوار واشتغالاته سيحمل بالضّرورة نوعًا من المعرفة ودلالاتها الّتي تأتي من خبرةٍ أساسيّةٍ لها جذورها الرّاسخة في ميدان التّجربة, خاصّةً إذا كان الحوار مع شخصيّةٍ إبداعيّةٍ متعدّدة الرّؤى والمعاني والخبرات والتّجارب، انطلاقاً من سمتها الإبداعيّة متعدّدة الاشتغالات والتّوصيفات الّتي يضاف إليها صفات النّاقد والمفكّر والباحث المتخصّص، إلى جانب ما تحمله من توصيفٍ مسبقٍ بصفتي الأديب والكاتب، وبهذا ستكون الفائدة للقارئ المتخصّص أكبر من سابقتها. وتكمن أهمّيّة الحوار في وصول القارئ إلى كثيرٍ من التّطلّعات والمفاهيم والرّؤى الّتي ينطلق منها هذا الأديب أو الكاتب، ويمكن له أن يتعقَّب خطواتهما في مسير تجربتهما الطّويلة، ليعرف بذلك طرائق تفكيرهما وآليات علمهما وعملهما في ميدان الكتابة. ويمكن للقارئ المتابع التّوصّل إلى قناعاتٍ تشبه قناعات الأديب أو الكاتب، والاستزادة من معارفهما وخبراتهما أكثر، فيصبح على يقينٍ ودرايةٍ بما يجب عليه اتّخاذه والانطلاق منه في الكتابة الخلّاقة وفي المعيارين النّقديّ والفنّيّ الصّحيحين لهذه الكتابة.