حواء

إنَّ الشعر فن يرسم حياةً أوسع من الواقع، وزمن يتجدد كلما تناولنا الحديث عنه؛ فهو يُكتب للحاضر والمستقبل الشعر المتجدّد المتجسّد في كل الأزمان. وما الشعرُ إلا معانٍ لا يزال الإنسان يُنشئها في نفسه، ويصرفها في فكره، ويُناجي بها الصدق في الترجمة عن النفس والكشف عن دخيلتها أبلغ في التأثير وأنجح والأصل في الشعر وسائر الفنون الأدبية على اختلافها وتباين مراميها وغاياتها، هو النظر بمعناه الشامل المحيط. وهنا، قد عاث الشعرُ في تفاصيل الروح، وأصبح الشغف حليف الأسطر، حيث تمر العيون على الحروف وتتناثر الروح على الأبجدية علها تسعف القارئ.. حين سكن غَزَل حوّاء فيها وأصاب قارئها بالفضول لينتهز الفرص للوصول إلى الجواب الأخير. نعم، إنَّه الجمال والفن تجلى في الشعر حيث تنساب الكلمات لترسم لوحةً تخبر القارئ عن ماهية الشعور والإحساس، وعن رقة حوّاء وقوتها في آن واحد.