صباحاتي الأولى

لماذا أكتبني؟ وكيف أكتبني:سؤالان أرهقاني حد التيه والذهول والتلاشي، ربما كانت الحكايات التي نحكيها عنا وعن الآخرين هي الطريق الوحيد للنجاة من الموت؟ حكاياتنا تمكنا من تقييد وحوشنا الجوانية والانتصار عليها بالكتابة. كل كتابة انتصار على قدر مؤلم أودفع وحش مستحيل، سرودنا التي نحكيها لاتعبر عن الحياة بل هي الحياة نفسها. نحن نعيش سردا ونموت سردا، على عكس كلام الوجوديين الذين قالوا بأسبقية الوجود، على الماهية فإن حقيقة الحياة تؤكد بأن سرودنا سابقة على وجودنا من ناحية ومحايثة لها من ناحية أخرى. كل حكايا السابقين تعشش في أرواحنا منذ ميلادنا وحتى رحيلنا عن هذا العالم.السرد نهرنا الوجودي يتدفق عميقا في مسرى عروقنا في خلايا أجسادنا وتحت مسامات جلودنا، وفي النهاية نستحيل ذكرى فتبقى سرودنا من بعدنا قصتنا الباقية وذاكرتنا المتجددة التي ننتصر بها على الفناء والعدم.