أجيال سوية تتمتع بصحة نفسية

"أردت أن أكتب هذه الكلمات حتى يتوقف النزيف عبر الأجيال، نزيف مفاهيم التربية الخاطئة وما يترتب عليه من عواقب وخيمه يتحملها الفرد وأسرته فيما بعد. إن التربية مسؤوليه قد تبدو شاقةً في بعض الأحيان إلَّا أنها رغم صعوبتها ستصبح ممتعةً إن فهمنا أساسياتها وكيفية التعامل مع الأطفال على وجهٍ سليم.. كلما نظرت حولي في المجتمع كلما شعرت بالحزنٍ والشفقة على الأطفال - خصوصًا في الأجيال الحديثة - لِما وصلنا إليه من تشتت وزيادة ملحوظة في نِسب الطلاق وما يترتب عليه من شتات الأسرة وشتات الأطفال، كما أنه من المؤسف زيادة أعباء الحياة فأصبح الوالدان يلهثون ليلاً ونهارًا بحثًا عن لقمةِ العيش ولتوفير حياةٍ اجتماعية مناسبةٍ لأبنائهم، ما يترتب عليه في - بعض الأحيان - الغفلة عن الجانب المعنوي، وهو جانب لا يقل أهميةً عن الجانب المادي.. سأتطرق في هذا الكتاب إلى بعض أخطاء التربية، وكيف يمكن أن نتجاوزها سويًا، وسأتطرق إلى الأخطاء الشائعة التي تحدث أثناء الانفصال وتؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأبناء، أكتب كتابي هذا وأتمنى أن تكون كلماتي بمثابة ضوء، ولو نفعت كلماتي أسرة واحدة ونجا بسببها طفلٌ واحدٌ فقد حققت ما أصبو إليه، أتمنى أن نستطيع معًا أن نُنشئ أجيالًا سويةً تتمتع بصحةٍ نفسية."