آخر حكايات شهرزاد

عندما اقترب هذا الكائن الغامض, تجلَّى أمامنا بوضوح مذهل. كان طوله يعادل طول ثلاث من أطول الأشجار التي تنبت على الأرض، وعرضه مثل قاعة الاستقبال الكبرى في قصرِك، أيها الخليفة الأعظم والأكرم. جسده، الذي كان بعيدًا تمامًا عن شكل الأسماك المعتادة، كان صلبًا كالصخر، ولونه أسود قاتم يغطي كل جزء منه فوق سطح الماء، باستثناء شريط ضيق من اللون الأحمر الدموي الذي كان يحيط به بالكامل. أما بطنه، الذي كان يغرق تحت السطح، فلم نتمكن من رؤيته إلا لمحات متقطعة حين كان الكائن يرتفع ويهبط مع أمواج البحر. كان مغطى بالكامل بحراشيف معدنية، تلمع بلون يشبه ضوء القمر في ليلة ضبابية. ظهره كان مسطحًا وقريبًا من البياض، ومنه امتدت أكثر من ست أشواك ضخمة، طول كل منها يساوي تقريبًا طول الجسم بأسره.