الرواية الشهرزادية

تكمن فى الكتابات السردية للمرأة نوع خاص من الشهرزادية الحكائية المنبعثة من الجبلة الذاتية الطبيعية الخاصة بها كأنثى، وكاتبة، لها درجة من الوعي والإدراك الخاص؛ تتجمّع حوله مفاهيم، ورؤى، وتجارب تمس هذا الجانب الأنثوى الفاعل فى شتى مجريات حياتها وحياة من حولها؛ لذا فإن هذا النوع من الحكى والسرد الشهرزادي يتضمن بعض الجوانب المضمرة والمسكوت عنها فى أحوال ووقائع متداولة، ومتناثرة حول طبيعة هذا الحكي عند المرأة فى إبداعها بصفة عامة، ودائمًا ما يكون المسكوت عنه هو الجانب المستهدف من هذا البوح الشهرزادي، وهو عادة ما يخرج عن سريته، وكونه مسكوت عنه إلى الإعلان والجهر، بل والتفاخر بجوانبه المختلفة فى بعض الأحيان. ففى كتاب "غرفة له وحده" قالت الكاتبة فرجينيا وولف: "يجب على المرأة أن تكتب ما تكونه هي، لا ما يكونه هو بسطوته الذكورية، ولن يكون هناك ثمة تفكير فى المؤنث الرمزي والكتابة نفسها. لقد كانت جين أوستن وإميلى برونتي وكولييت وغيرهن من الكاتبات يكتبن أدبهن كما تكتب النساء وليس كما يكتب الرجال". قد يثير هذا المدخل كثيرًا من الجدل حول ماهية الكتابة النسائية وعلاقتها بالكتابة الذكورية وما إلى ذلك من إشكاليات كُتب عنها الكثير والكثير من الكتب والأبحاث والدراسات، وعقدت لها العديد من الندوات والمؤتمرات، وهى بطبيعتها ترفضها الكاتبات لأنها تمس الوتر الحساس من العلاقة الذكورية القائمة والحاضرة دومًا فى الإبداع الأدبي، خاصة إذا كانت تخص كتابتها وإبداعها محاور ذاتها وإشكاليات عالمها.