ضرورة التكليف الإلهي

طالما بحث الإنسان عن سعادته وكماله، وما زال مسكونًا بالتحرّي عن سبل تساميه ورقيّه، فهو في كدحٍ متواصلٍ لبلوغ غايته ومناه، ولم تشهد المسيرة البشريّة هوادةً عن رحلة البحث هذه، فجاءت السماء لتضبط إيقاع البحث عن السعادة والتقصّي عن الكمال بجملةٍ من التكاليف والتعاليم الحكيمة؛ لتخلّص الإنسان من فوضى الأوامر والنواهي الناقصة ذات الأبعاد المحدودة والقاصرة؛ فإنّ هدفيّة التكليف تكمن في توطيد علاقة العابد بالمعبود الأوحد، وتعزيز العلاقة بين المكلَّف والمكلِّف العالم الخبير، وبهذه العلاقة يمكن للإنسان بلوغ أقصى مراده ونهاية طلبته، وهو ذلك الكمال والنهاية الّتي يمكن أن تروي ظمأه وتوقه. من هنا تبدأ الحكاية وتنطلق قصّة الخلاص البشريّ من قيود الزمان والمكان؛ ليتعالى بدرجات الامتثال لتلك التكاليف السماويّة إلى رحاب السعادة الحقيقيّة والحياة الخالدة.