تمويل المستقبل

يعد النظام النقدي بمثابة الحلقة المفقودة التي لا يمكن غض الطرف عنها خلال مناقشتنا حول الاستدامة وقدرة النظام المالي الراهن على تلبية هذه الاحتياجات المتغيرة. وحتى الآن، تم تمويل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDG) أساسا من خلال القطاع الخاص التقليدي، أو ضرائب ورسوم القطاع العام التقليدي، أو التبرعات الخيرية، ومع ذلك. فإن مصادر التمويل المشار إليها لا تكفي من حيث حجم وسرعة التمويل المطلوب لتمويل المستقبل. علاوة على ذلك، فإن زعزعة نظامنا المالي تفرض على المجتمع الدولي التركيز أولا وقبل كل شيء على إصلاح النظام الحالي واستقراره إن تطوير العملات المشفرة باستخدام تقنية دفتر الأستاذ الموزع (سلسلة الكتل أو البلوك تشين» قد دفع أكبر البنوك المركزية لدراسة التطبيق المحتمل لهذا النهج لإنتاج قوة شرائية بشكل مستقل. في هذا السياق يقترح هذا الكتاب نهجا جديدًا، يتمثل في إدخال عملة إلكترونية موازية مصممة خصيصا لتمويل السلع العالمية المشتركة وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. علاوة على ذلك، ستسهم هذه الآلية في تحقيق الاستقرار للنظام النقدي الراهن. يتطرق الكتاب إلى إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك. وتكمن في منح البنوك المركزية تفويضا نقديا معدلا لضخ سيولة جديدة إلى النظام باستخدام نهج تنازلي من أعلى إلى أسفل). أو بالأحرى، يمكن أن تنتج السيولة من مبادرات الشركات أو المبادرات المجتمعية واستخدام نهج تصاعدي (من أسفل إلى أعلى مع العملات المشفرة أو المجتمعية. ويؤكد المؤلف أنه يمكن تمويل المستقبل بطريقة مختلفة من خلال إصدار عملة إلكترونية موازية مدعومة بتقنية البلوك تشين ومخصصة للمشروعات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة، واستخدام قنوات أخرى للتدفق النقدي فضلاً عن القنوات التقليدية. وعلى المدى البعيد. فإن التحول عن الثقافة الأحادية النقدية الراهنة، وإدخال نظام بيني نقدي، قد يسهم في تعزيز استقرار الأسواق المالية الدولية، وتعزيز الجهود التنظيمية النقدية، والحد من المؤثرات الخارجية السلبية، وتحقيق أمثلية باريتو اجتماعية، واستقرار المجتمعات الديمقراطية. وأخيرا، يقدم هذا الكتاب نهجا غير مألوف لتمويل السلع العالمية المشتركة.