خطوة أولى لطمأنة الحقل

"خطوة أولى لطمأنة الحقل" هو عنوان الدّيوان، وفي قراءةٍ سريعةٍ موجزةٍ لسيميائيّته، الخطوة الأولى تشير إلى البداية، بداية كلّ شيء الّتي عادةً ما تكون مقرونةً بالشّغف والرّغبة في تغيير العالم، فالبدايات هي أمّهات النّجاحات، وسبلُ الولوج إلى فضاءاتٍ مغايرةٍ تغرف من تجارب الماضي حكمةً، ومن الحاضرِ حافزًا للانطلاق نحو المستقبل بأملٍ جديدٍ مختلفٍ. والخطوة الأولى تشكّل أيضًا عاملًا محرّضًا على الإقبال من دون خوف، لأنّ من يخطوها يكون قد نفضَ عن كاهله عبءَ التردّد وبدأ، أكثر ما لفتني في الدّيوان، الحنين إلى الطّفولة وعهدٍ غابرٍ قد خلّف في نفسه الأثرَ البالغَ الّذي جعله يطرق بابه باستمرارٍ، وكأنّه بذلك يستعيدُ عافيتَه الّتي أرهقتها قيود المجتمع والعادات والتّقاليد والمظاهر والوقت، مختارًا نوعًا أدبيًّا يسمح له بأن يكون حرًّا حتّى من الوزن والقافية، آخذًا من الحداثة الشّعريّة ما يتلاءم مع شخصيّته المتفتّحة المحلّقة والنّاضجة في الوقت ذاته