صقر الجديان

كان اليوم يوم سبت. في الحمام المبني بالطوب الأحمر بعيدا عن جسم البيت كان صلاح عبد المجيد يغتسل شاردا في نظم قصيدته التي أعجزته لشهور طويلة. تلك قصيدة أطلق عليها عنوان: تاريخ مختصر للحرب: صمد العنوان ولم تصمد الأبيات التي فكر فيها في أماكن مختلفات وأزمنة متباعدات، الآن عن له أن يرسم في ذهنه: لليوم الملطخ بالوحل، لليوم الذي فيه قد رفلت حربي وحربك، حربنا بزي الدم، هذا الذي لليوم يأتلق الآن ساخنا بين أغصان المهوغني الحرة بأعين اللبوات يندلع فيني وبيني، ينتني شوق ريشات الصقور ... والليل الغابي يغمره الحر، يأخذه للدم، الدم المتجدد دوما، دمي ودمك بين الحس وبين الذهن ، عند الجدول الذي في وجهه قد حفظنا الطوطم ،هذا الطوطم الذي عليه قد خطرت فهوداً رعت بين الماء وبين الضوء.... فارتعشت ...