متلازمة ديسمبر

أنظر حولي في هذا الصباح ، اللون الأصفر غالب على الفضاء من حولي ، كل شي فيّ أصفر، صفرة كثيفة طاغية، اللون الأصفر لون المكتئبين . هكذا يبدولي ، لون ضوء المصابيح أصفر هو أيضاً ، كلما التفت إلى الضوء أعرف بحر الاكتئاب الذي أسبح فيه. يجرحني الأصفر هذا الذي حولي كثيرا. في كل ديسمبر من كل عام أصاب بمثل هذه الحالة . عندما أعود إلى تذكر حالتي في السنوات السابقة من خلال "ذكريات " الفيسبوك " ، أجد الأمر نفسه كم كنت مكتئباً في "ديسمبرات " تلك الأعوام، الكتابة سوداء لا ينزّ منها أي معنى أبيض، ربما هناك متلازمة تدعى "متلازمة ديسمبر" وأنا لا أعلم ، لا أريد أن أفتش، أو أبحث في ( غوغل ) ، لا قدرة لي على فعل أي شيء, الاكتئاب حولني إلى شخص كسول وممل، وعصبي أحيانا. على أية حال ؛ هذه المرأة كتبت مرة وكنت أخشى الضياع والانزلاق في هوة النسيان : " وهل أنا بهذا الجحود لأترك من يُكن لي كل تلك المشاعر" . فكانت أكذب جملة كتبتها امرأة عاشقة وقرأها رجل موهوم عاشق، بعد أن غدوا أشبه بِعدوين لدودين. فلا هي بقيت، ولا هو ينسى . وبقي الفراغ والاكتئاب. أكاد أشم رائحتها بين يدي ، لقد امتلأت بها ، ولكن أين هي ؟ هذا الفراغ يتسع مع الاكتئاب في شهر ديسمبر، وليس هذا وحسب، بل إنه كفيل بأن يغير كثيرا من عاداتي في القراءة والكتابة، وشرب فنجان من القهوة، والحب، ولقاء الأصدقاء، والتحدث عبر الهاتف والماسنجر، والسهر ليلا، والتفرس في أجساد النساء الإلكترونيات. وممارسة الجنس أيضا تموت في شهر ديسمبر، لا شيء يمكنه أن ينبض بالحياة وأنت تحت تأثير "متلازمة ديسمبر" للاكتئاب المرضي المزمن، أحاول في هذا السرد أن أشرح شيئا من أعراض هذه المتلازمة لعلني أستطيع الخلاص من آلامها..