الرأسمالية والبيئة

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذن أين تكمن المشكلة؟ فإذا كانت ثمة طفرة تكنولوجية دفعت بجميع مناحي الإنتاج للارتقاء بشكل غير مسبوق، فضلًا عن فائض هائل في الإنتاج الغذائي يرجع لهذه التطورات التكنولوجية، بالإضافة إلى الفاقد في الغذاء، فما السبب في وجود كل هؤلاء الفقراء، والجوعى، والبيئة المستنزفة؟ والإجابة تكمن في آلية عمل السوق وسيرورة النظام الرأسمالي، ويصبح الفقراء أو بالأحرى المُفقرون، والعمال (الشغيلة، والموظفون، وكل العاملين في كنف النظام، بالمعنى العام لكلمة عامل) وقودًا لسيرورة النظام الرأسمالي، وتدهور البيئة، أو بالأحرى استنزاف وتدمير البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه آليات ومجالات فعل النظام الرأسمالي معروفة، حيث نعيش في زخمها، ناهيكم عما هو مسكوت عنه، والذي ربما يتجاوز في تأثيراته تلك الإشارات القليلة التي أوردتها، ومن بين هذه المجالات صناعة الأسلحة، والحروب، والصناعات الصيدلانية التي في كثير من الأحوال يصعب الحصول على بيانات بصددها.