غيثان بن جريس في رسائل معاصريه - الجزء الأول

تدور مادة هذا الكتب الموسوم بـ: غيثان بن جريس في رسائل معاصريه (1397 - 1444هـ / ١٩٧٧ - ٢٠٢م) ( خمسة أجزاء ) عن التواصل العلمي والثقافي مع الآخرين (۱) . والتواصل ضرورة أخلاقية وفطرية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين. وقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل من مقتضى فطرته السكن والأنس بالآخر. قال تعالى : هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إليها (٢) . وذهب علماء الاجتماع إلى أن الإنسان مدني بطبعه (۳). والإنسان المسلم (ذكراً أو أنثى) مأمور بالتواصل مع الآخرين والتعامل معهم . وأحيانا . يجري الاتصال البشري في إطار مفهوم الاختلاف كونه سنة كونية، ومشيئة ربانية، فلا يستطيع أحد تغييرها. قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ (٤) وهذا الاختلاف آية دالة على عظمة الله تعالى وتوحيده، قال تعالى: وَمِنْ ءَايَيْهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَنِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةٍ لِلْعَلِمِينَ .. وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى كيفية التعامل مع ا الاختلاف من خلال التعارف (٦) . والتكامل (۷) ، والتكريم والاحترام (۸) ، وغيرها من القواعد والتوجيهات