عذرا أيها العقل

هذا الكتاب هو مَن وجدك عندما أصبحت جاهزاً لذلك، وهذه ليست صدفة على الإطلاق وبمجرد وصول هذا الكتاب اليك فذلك يعني أنك مستعد لتتلقى ما فيه، فذاتك الحقيقية تتوق لهذا إنك على الطريق الصحيح ولو لم تكن مستعد روحياً لما ظهر لك هذا الكتاب ولن تستطيع قراءته.... إذا كنت متمسكاً ومتعصباً لأي ديانة أو طائفة أو معتقد ديني أو فكري أو فلسفي أو إذا كنت متعصب للتقاليد والأعراف المجتمعية، إذا كنت متمسك بالمبادئ التي تربيت عليها واكتسبتها من خلال المجتمع الذي تعيش فيه أو إذا كنت لا تزال تعتقد أنك الوحيد الذي على صواب او معتقدك هو الصحيح وبقية الناس مخطئة ومصيرها الحرق او العذاب فيسعدني أن أُخبرك أن هذا الكتاب سوف يزعج عقلك بشكل كبير جداً وكل ما زاد تعصبك لأي شيء كل ما ستشعر بانزعاج أكبر، فعقلك سوف يقاوم ويحاول التمسك أكثر بوهم الانقسام فهو يريد أن يبقى السيد والمسيطر عليك، هذا الكتاب سيغير مفهومك ونظرتك للحياة فستشعر كأنك كنت تعيش في وهم أو حلم واستيقظت منه سوف يكون الأمر أشبه بإزعاج المنبه الصباحي لك عند ايقاظك. خلال قراءتك لهذا الكتاب حاول ألّا تكون قاضياً مرة واحدة في حياتك لا تحكم لا تحلل المعلومات لا تفكر كثيراً حاول أن تتلقى ببساطة فلا يهم إن كنت تتفق مع ما هو مكتوب أو تختلف معه هذا غير مهم على الإطلاق فهو لن يغير شيئاً حاول أن تكون الشاهد والمراقب فقط، لا تقحم عقلك التحليلي النمطي في الأمر حاول أن تقصيه بعيداً وستدرك على الفور أن من يتلقى هو أنت وليس عقلك ستدرك ماهية هذا الكائن الذي يدرك ويتلقى وبإمكانه أن يستخدم هذه الأداة التي يمتلكها والتي تسمى العقل هذا الوعي البسيط لا يحلل انما يستخدم العقل للتحليل والحكم، هذا بحد ذاته سيعطيك لمحة عن ذاتك الحقيقية. يتضمن هذا الكتاب شرح للطرق والتقنيات السرية التي تمكن القارئ من الانتقال الى الوعي واكتشاف الحقيقة بنفسه لقد استُخدمت هذه التقنيات والطرق من قِبَل العديد من الحكماء القدماء في جميع انحاء العالم وكان لكل منهم مدرسته الخاصة فستجدها لدى حكماء الهند والتبت وحكماء ومعلمين الزِّن والتاوية في الصين واليابان وستجدها في اليوغا والتانترا كما هي موجودة لدى المتصوفين الإسلاميين والقديسين المسيحيين والهرمسيين باختصار لقد وصل كل هؤلاء الى الاستنارة وانتقلوا إلى الوعي الكوني.