سايكاترك

ليس كل ما بداخلنا من تناقضات قادرين أن نجمعها في ورقة واحدة.. فبداخل كل منا شخصيات مختلفة تحاول الخروج للواقع وهم في حالة نزاع دائم... لكل موقف فكرة ولكل إحساس فكرة ولكل مجنون أوهام يحاول تجسيدها لتصنع واقعاً فيُخرجهم إلى بعدهم الخاص..هذه الرواية هي تجسيد أحد المجانين للوهم الذي قد عاث في جوفه خراباً وأرهقه خوفه من ما مضي وما هو قادم.. الحوار الذي يدور مع نفسه التي جسدها كرفيق يمتد إلى أعماق غير منتهية ونقاشات عن حبيبته التي "قتلها" مجازاً ليريح ذلك الوهم من تأنيب ضميره الذي يخشى التقصير في ذلك الحب.. رحله من الجنون عميق المدى شديد التأثير, قد تظن أن الكاتب مصاب بانفصام الشخصية, ولكنه في الحقيقة مجرد هارب من الواقع متجنباً الحديث مع الناس الطبيعيين يحدث نفسه والغريب أن انعكاس نفسه يجيب ويسأل ويحاوره في ذلك النقاش الجنوني عن الحب والماضي. هي أكثر من رواية تقرأ وتوضع في الرف.هي حديثنا مع ذواتنا الضائعة بغض النظر عن غرابتها