مملكة إدوميا

كانت الأرض في أحد الأزمنة القديمة تحتضن جميع المخلوقات وتعيش في سلام فيما بينها ولا مكان للشر بينهم، وقد كان البشر قبائل وكان لكل قبيلة زعيم يجري اختياره بناءً على قوته الجسمانية وشجاعته ورأيه الحكيم، وكان لكل قبيلة قوانين وأعراف مختلفة عن بعضها البعض ولكل قبيلة حكيم أو حكيمة يتلقون حكمتهم من (الإله شوع)، وكان من بين هذه المخلوقات (الجينوس) التي يتزعمها القائد (أبايزو) ويكمن دورهم في مساندة البشر في الحروب بسبب قدراتهم الخارقة كالطيران والاختفاء عن أعين المخلوقات وغيرها من القدرات الأخرى، إضافةً إلى أنه لا يمكن للنار أن تحرقهم، وأيضاً مخلوقات (البريداتوس) ويتزعمها القائد (نيميا) وكان دورها يكمن في حراسة حدود كل قبيلة من قبائل البشر ومساندتهم في الحروب لقوتهم الجسدية وضخامتهم وسرعتهم وامتلاكهم حاسة شم متقدمة للغاية وقوة بصرهم. وكانت هناك نبوءة قديمة بين أبناء القبائل للملك إدوميا تتنبأ بظهور ملك مستقبلي لجميع المخلوقات سيوحدهم تحت مملكة واحدة مرة أخرى بعد تشتتهم، وبعد أن يخوضوا حرباً ضد شعب الغالو ويُقتل زعيمهم الذي يأمرهم ويحركهم بالتخاطب عبر قرون حمراء صغيرة في أعلى الرأس، ويقطنون داخل باطن الأرض يتناسلون ويتكاثرون بعدد هائل حيث إنهم لا يعرف مكان وجودهم تحت الأرض ولا يمكن لأي مخلوق الوصول إليهم، ويخرجون في كل ثلاثة وعشرين خريفاً ويتحركون جماعةً واحدة، يفسدون ويقتلون ويأكلون كل ما يقع في طريقهم ويقع في أيديهم، وبعد أن تنتهي مهمتهم في خلال ستة عشر يوماً يعودون إلى باطن الأرض مرة أخرى. وتصف الأسطورة شعب الغالو بأنهم أشباه لبني البشر ولكن يفوق طولهم طول البشر وذوو أنياب طويلة جداً وظهورهم محدبة ذات شعر كثيف متصل بشعر الرأس وعيون حمراء لامعة يغلب عليها الشر ومخالب طويلة جداً وأكثر حدة من السيف، وأصواتهم عبارة عن صرخات مزعجة جداً ومخيفة، ويمكن قتل القليل منهم فقط في أثناء خروجهم وقتالهم ضد البشر، ولا يمكن قتلهم جميعاً إلا في حالة قتل قائدهم فإنهم يصبحون كالأصنام ولا يتحركون، فيسهل قتلهم جميعهم، ولكن على مر الأزمان كان هذا الأمر مستحيلاً لالتفافهم حول قائدهم لحمايته من القتل.