أنا والآخر

درج الكتاب على اختلاف تصوراتهم واتجاهاتهم المعرفية, على تناول موضوع مهم من موضوعات المعرفة العلمية والفلسفية والأدبية وهو "الأنا والآخر " ؛ ما هي جوانب تلك العلاقة, وما طبيعتها، وكيف يمكن تصورها، والانعكاسات والدلالات التي تعبر عنها عبر الزمن، وهل انسيابها يحقق معرفة صحيحة للـ "أنا" بـ "الآخر"، أم إن هناك جوانب أخرى لهذه المعرفة تنعكس بالضرورة على طبيعة اللقاء بينهما من خلال الزمن؟ كل هذه تساؤلات تطرح نفسها على كل باحث يتناول هذه العلاقة حيث يتوقف التناول على وجهة النظر التي يعبر عنها هذا الباحث أو ذاك، كما تتوقف على قراءته لمشهد هذه العلاقة وما يمكن أن يترتب عليها من دلالات لها طبيعة تاريخية أو أيديولوجية. ترسم الثقافة الغربية صورة الآخر ( باعتباره متخلفا من خلال ذاتها وما تتصوره متسقا مع مقولاتها، ومن ثم فإنها بالمعنى الإبستمولوجي الدقيق ثقافة إلغائية، حصريا ، لصورة الآخر الحقيقية. وصورة الآخر في مرآتها تتموضع من خلال ما تفرضه من مقاييس معينة للحداثة والعصرنة، وكأنها تفرض منهجيًا نظامها السياسي على الآخر، أو هي تفرض على الآخر ما يتفق مع تجربتها ومصالحها وأذواقها هي، ومن ثم تقعد صورة الآخر وفق ما تبغي.