صائدو الذات

كان لسان حال الشيخ مصعب الدسترلي وهو يفكر في الدوامة التي دخلها دينتش (ران) وحفيده (هونكار) وصفيه (سلام) والوردة الندية (نيسان) وغيرهم ..... يمد وطنك وصديقك وحبيبك أياديهم ويكرمونك بالأقداح المليئة برغباتك وشهواتك فتسقط في الدوامة بنفس اللحظة التي تمد فيها يدك لتأخذ هذه هي الدوامة البشرية, دوامة تصيبك بالدوار وتسلب عقلك بالأحلام, تختلط فيها الأدمغة والأجساد ويشيخ الأطفال قبل موعدهم يرتدي المسنون ثياب الشباب ويتشابه الرجال والنساء, يتخفى العدو بين زهور المحبة ويطلق الطغاة وعود ومواعظ السلام..... إنها رواية متميزة امتلك كاتبها أدوات التشويق, فكأنك أمام رواية لبراون أو كويللو, ولكن في نفس الوقت رسم الكاتب لوحة 1 كاملة لعالمنا المعاصر, فكأنك أمام ملحمة لتولستوي أو رواية ملحمية لأرويل ترسم لك أفق المستقبل وتجعلك قويا في مواجهته. في الرواية يصارع الشر متسلحا بالعلم, ويصارع الخير متسلحا بالإيمان, وحيث أن الرواية تخلق واقعا افتراضيا يتوقع اختراقات علمية مهمة, مع ذلك هي في نفس الوقت رواية صوفية فتشعر بنفحات ابن العربي والرومي و أنوار المتصوفيين في صفحاتها فتتسامى روحك معهم..... رواية فريدة لكاتب مبدع ذي شأن كبير ليس على مستوى الأدب التركي بل ونجزم, على صعيد الأدب العالمي, لأن رسالة الرواية قد حملت الهم الإنساني رغم نكهة البوسفور والأناضول المحببة في جنباتها..... لمحة عن الكاتب ايرول بالشين تخرج من قسم الفلسفة في جامعة اسطمبول في العام 1998, ثم قام بتغيير اختصاصه بعد أن خاض تجربة التدريس لمدة ثلاث سنوات. فبدأ بكتابة النصوص المندوبي وعملاء الدعايات وعمل ضمن مشاريع شركات إنتاج الأفلام أيضا ككاتب سيناريوهات . نشر في العام 2017 روايته الأولى المسماة: (قاطع الطريق الذي حاول الموت قبل الموت).