صفحات أندلسية

مضت أيام الحضارة العربية الزاهية في الأندلس وكأنه حلم جميل حلم به الدهر يوما ... مضت تلك الحضارة بقرونها الثمانية الزاهرة كما مضت حضارات قبلها وسنمضي بعدها ... فتلك الأيام نتداولها بين الأمم... فما هو سر ذلك السحر الذي تركته هذه الحضارة في الذاكرة الجمعية لا نقول العربية فقط، بل وإنصافا في كثير من بقاع الأرض..... وبعد قرون من الهمجية المتسترة بثوب الحضارة حتى أوروبا اعترفت بفضل حضارة الأندلس على النهضة الأوروبية.... وفي هذا الكتاب يتوقف الكاتب عند عدد من المحطات ذات الدلالة في تاريخ الأندلس... ومن أهمها: ابن حزم في كتابات المستشرقين، الأدب العربي الأندلسي بين التقليد والإبداع، أثر الثقافة العربية الأندلسية في أوروبا، ولادة بنت المستكفي اللغة العربية في أرض الفتوحات - الأندلس نموذجا، رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، المتغبي وأثره في بعض أعلام الأندلس ابن دراج - ابن شهيد - ابن زيدون نموذجا)، فتح الأندلس والتسامح العربي، تمكين اللغة العربية ودورها في الحفاظ على التراث في الحضارة العربية الأندلسية، ماذا يعني سقوط غرناطة ؟؟ في هذه الصفحات الأندلسية يطرح الكاتب مجموعة من التساؤلات المهمة، حيث امتازت حضارة الأندلس العربية بالتسامح الديني والحضاري والعرقي فتحلت بالتنوع والغنى عكس أعدائها القادمين من بربرية وتخلف والحاملين لحق القوة في وجه قوة الحق، فما أشبه مواجهة الأمس واليوم.... وكما سببت النعرات والتفرقة والدعة والخيانات زوال حضارة الأندلسيين كذلك اليوم يستهدف العرب في مشرقهم، فهل سيكون التراث عامل نهضة وعبرة؟ لعل هذه هي الرسالة الأهم للكاتب والباحث القدير الدكتور علي دياب في هذه الصفحات الأندلسية....