المنهج الميسر في الأمن السيبراني (علم التعمية والتشفير)

علم التعمية أو التعتيم أو الإخفاء أو التشفير, هو عبارة عن علم يدرس طرق الإخفاء للمعلومات السرية، وهو ممارسة ودراسة تقنيات الاتصال الآمن في ظل وجود خصوم، حيث يقوم المرسل بتحويل المعلومات المقروءة (نص عادي) إلى نص غير مفهوم (معمى)، أي نص مرمز، والذي لا يمكن قراءته إلا عن طريق عكس العملية (فك الترميز)، وبشكل أكثر عمومية، يتعلق هذا العلم ببناء وتحليل الطرق التي تمنع الأطراف الثالثة أو عامة الناس من قراءة الرسائل الخاصة. كان علم التعمية والتعتيم أو الإخفاء، مستخدما منذ آلاف السنين لنقل الرسائل السرية، فقد استخدمه المصريون القدامى واليونان والصينيين والعرب، وأسس لعلم التعمية المسلمون في بداية الحضارة الإسلامية باستخدام الرياضيات. وقد طغى في هذا العصر مصطلح "التشفير" على بقية المسميات الأخرى، ويوجد التشفير الحديث عند تقاطع عدة تخصصات، كالرياضيات، وعلوم الحاسوب والبرمجيات، وأمن المعلومات، والهندسة، ومعالجة اللغات الطبيعية، والفيزياء، وغيرها، ويتم استخدام هذا العلم من قبل الحكومات، والشركات، والبنوك، والعصابات، والأفراد، كلٌ حسب أهدافه وأهمية المعلومات التي يرغب في إخفائها. وتعتبر المفاهيم الأساسية المتعلقة بأمن المعلومات (سرية البيانات، وسلامة البيانات، والتوثيق، وعدم الإنكار) أساسية أيضًا في التشفير الحديث، وتشمل التطبيقات الحديثة لعملية التشفير: التجارة الإلكترونية، وبطاقات الدفع، والعملات الرقمية، وكلمات مرور الأجهزة الإلكترونية، والاتصالات العسكرية. هذا الكتاب عبارة عن مقدمة مبسطة في علم الأمن السيبراني تركز على تعريفات لطرق علوم التعمية والإخفاء والتعتيم والتشفير، وتاريخها القديم والحديث، وتعريفاتها، وأساسياتها، وأنواعها، واستخداماتها، والطرق المستخدمة في تحليلها، والهجمات والتدابير المضادة، والقضايا القانونية الدولية المتعلقة بهذا العلم. يتكون هذا الكتاب من الفصول التالية: الفصل 1: علم التعمية والتعتيم (Cryptography) الفصل 2: علم التشفير والإخفاء (Encryption) الفصل 3: تحليل الشفرات (Cryptanalysis) الفصل 4: أساسيات التشفير الفصل 5: القضايا القانونية والمحظورات تم عرضها بطريقة مبسطة، وبأمثلة سهلة، تتناسب مع كافة فئات المجتمع، خاصة المهتمين بالأمن السيبراني، حيث لا يحتاج إلى أساسيات متقدمة في الرياضيات أو البرمجة.