المدخل إلى الموهبة والتفوق

الحمد لله الذي هدانا إلى محبة العلم ونعمة البحث فكل الشكر لله على ما منحنا من نعم تزدان الأمم بما تملكه من قدرات عالية ومميزة لدى أبناءها، وترتقى المجتمعات من خلال إظهار المواهب والإبداع الذي تتسم به هذه المجتمعات وفي ظل التنافس والتقدم السريع الذي يشهده العالم والثورة المعلوماتية والتكنولوجية نجد أن الموهبة والإبداع والتفوق لهم شأن كبير ولهم الصدارة في هذا التطور. ومن ثم أصبح هؤلاء الموهوبون والمتفوقون كنوز لابد من تقديرها وتقديم الرعاية الخاصة لهم وتقديم الخدمات التي تثري استعدادهم وقدراتهم. وفي هذا الإطار كان لابد من التركيز على هذه الفئة وإلقاء الضوء على الإستراتيجيات التي يتم التعامل بها في داخل المنظومة التي تنشأ فيها هذه الكوكبة المشرقة في تاريخ الأمم . من هذا المنطلق جاء هذا الكتاب ليقدم محتوى متكامل عن الأفراد الذين يمتلكون موهبة أو تفوق أو إبداع ليسهم في إلقاء الضوء على عدد من الموضوعات التي تتعلق بهم بشكل موجز ومتعمق ليكون دليلاً شاملاً للطالب الدراس في مجال التربية الخاصة أو الموهبة و التفوق أو محتوى تثقيفي لطالب المعرفة. احتوى الكتاب بين طياته على أحد عشر فصلاً .اشتمل الفصل الأول على محتوى تاريخي من حيث التطور التاريخي لمفهوم الموهبة والتفوق، أهم الرواد في رعاية الموهوبين والمتميزين، رعاية التفوق والموهبة في المملكة العربية السعودية ، والمفهوم القديم والمفهوم الحديث للتميز. وجاء الفصل الثاني ليقدم توضيح لعدد من المفاهيم المرتبطة وذات الصلة بمفهوم التفوق والموهبة من خلال عرض لمفهوم الموهبة والتفوق العقلي وعدد من المصطلحات وقدم تصنيف لهما كما قدم أبعاد الموهبة والتفوق والعوامل المؤثرة فيهما. وعرض الفصل الثالث لمفهوم الإبداع ومهاراته والعلاقة بين الذاكرة والتفكير والإبداع والعوامل التي تعيق الإبداع ودور المعلم/ المعلمة في تنمية الإبداع. وتضمن الفصل الرابع خصائص وسمات المتفوقين والموهوبين. وجاء الفصل الخامس ليقدم طرق الكشف عن المتفوقين والموهوبين من خلال عدد من المحاور تضمنت محكات الكشف عن المتفوقين والموهوبين، مراحل الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين، تقييم المتفوقين والموهوبين في ضوء مجالات التفوق، مبادئ يجب أخذها في الاعتبار في عملية الكشف والتعرف، الطرق المستخدمة في الكشف عن الموهوبين، دور الأسرة في الكشف عن الموهوبين. وعرض الفصل السادس لعدد من النظريات التي حاولت عرض و تفسير والتعمق في مجال الموهبة والتفوق متمثلة في نظرية العقل لجيلفورد، نظرية العاملين لسبيرمان، نظرية التحليل النفسي، النظرية الإرتباطية، النظرية الجشطالتية، النظرية الإنسانية، نظرية العوامل المتعددة لثورنديك، نظرية العوامل الطائفية لثيرستون، نظرية جانييه، نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر نظرية الذكاء الناجح والموهبة لستيرنبرج. ولأن الأفراد من ذوي الموهبة والتفوق فئة مميزة تمتلك قدراً كبيراً من الاختلاف عن الآخرين فإن لها عدد من المشكلات التي تعرض لها بالتفصيل في الفصل السابع. وقدم الفصل الثامن الأنظمة التعليمية البديلة في رعاية المتفوقين عقلياً والمبتكرين المتمثلة في نظام الإثراء (الإغناء)، نظام الإسراع، ونظام التجميع. أما الفصل التاسع فقدم الإستراتيجيات التي تستخدم في الأنظمة التي تم عرضها سابقاً مثل إستراتيجية العصف الذهني، إستراتيجية التدريس التبادلي، تدريس اتخاذ القرار، إستراتيجية تألف الأشتات، إستراتيجية جعل المألوف غريباً (ابتكار شيء جديد)، إستراتيجية التعلم التعاوني، وإستراتيجية المناقشة (Discussion).