المجد والذهب والإنجيل

حول العلاقة بين المجد والذهب والإنجيل يدور موضوع هذا الكتاب الذي يهتم بتحليل دوافع الغزاة الأوربيين أثناء توسعهم الاستعماري في أفريقيا وأسيا والعالم الجديد أثناء القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، ويحاول الكتاب الإجابة على سؤال هل كان حقا التبشير بالإنجيل ونشر كلمة المسيح هما الدوافع الصادقة للغزاة الأوروبيين كما كانوا يدعون بذلك؟! أم أن الجشع والسعي وراء الذهب والمجد كانت هما الأسباب الحقيقية. حول تلك القضية يأخذنا الكتاب في جولة شيقة بداية من جهود الأمير هنري الملاح الاستكشافية، للعثور على مملكة الكاهن يوحنا المسيحية الأسطورية أملاً في تشكيل كماشة لمحاصرة المسلمين، وتحقيق هدفه الأسمى بتحرير القبر المقدس وكنيسة القيامة من أيدى المسلمين كما كان يحلم. وانتهازية كريستوفر كولومبوس الذى سعى بكل قسوة لاسترقاق شعوب العالم الجديد التي وجدهم في رحلاته الاستكشافية، بدعوى أن الاسترقاق هو ثمن بخس يدفعونه مقابل حصولهم على الخلاص المسيحي، ورحلة ماجلان الملحمية حول العالم، ووفاته أثناء تلك الرحلة قبل أن تكتمل. والانتصارات الإعجازية التي قام بها مغامرون من أمثال هرنان كورتيس وفرانسيسكو بيزارو، واللذان تمكنا على رأس بضعة عشرات فقط من الجنود الإسبان من إلحاق هزيمة ساحقة بإمبراطوريات عظيمة مثل «الآزتيك» في المكسيك و«الإنكا» في بيرو، والتي كانت جيوشهما تتألف من مئات الآلاف من المقاتلين. بين كل تلك الأحداث المثيرة وأحداثاً أخرى يأخذنا الكتاب لتحليل دوافع هؤلاء الغزاة الأوربيين في توسعهم الاستعماري.