نوادر الحرب العظمى

من طرق كتابة التاريخ، تتبع القصص الإنسانية التي قد تبدو فردية أو ذات خصوصية بشخص ما أو جماعة بشرية صغيرة، إلا أن البعض يرى أن كتابة التاريخ بهذه الطريقة تجعله أكثر قابلية للقراءة والفهم، وكذلك تقدم التاريخ بشكل حي، يشعر الذي يقرأ بحقائق ما جرى، بخلاف ما تعطيه الطريقة المعتادة لكتابة التاريخ التي تعتمد على الأرقام وذكر الأحداث الكبرى، مما قد لا يعطي كامل الصورة. وكتاب نوادر الحرب العظمى التي تسعد دار "مسار" بتقديمه في طبعة جديدة لقارئ العربية من بين المحاولات الأولى التي بذلت في العالم العربي لإخراج التاريخ وفق منظور هذه المدرسة التي يطلق عليها البعض مدرسة التاريخ الشعبي حيث يقدم الحرب العالمية الأولى في صورة قصص وحكايات إنسانية واجتماعية تعطي صورة حقيقية عن مآسي هذه الحرب والويلات التي جرت فيها. كما يقدم المؤلف، وهو الكاتب اللبناني يوسف البستاني في كتابه هذا الذي صدرت طبعته الأولى في العام 1921م، بعض الغرائب والطرائف التي رافقت احداث الحرب.