من وراء زجاج

محاولات إقلاعي عن مراسلتها إلكترونياً للحديث عن أي شيء باءت كلها بالفشل، ومحاولات إلهاء عقلي عن التفكير فيها كانت بائسة، وكفاح قلبي للتوقف عن الاشتياق إليها كانت كلها تنتهي قبل أن تبدأ . حاصرني عشق كاسح لم أتذوقه في عمري الذي خلا من الحب، الحب الذي عرفته فقط منذ عرفتها، ومنذ اخترق صوتها فضاء حياتي، ومنذ داعبت حروفها مقلتاي. كانت تحرقني اللهفة إلى كل الأشياء معها، كنت أذوب كجثة في حوض من مادة كبريتية حارقة من فرط الحرب التي أخوضها دون أن يدركها أحد من حولي، حتى هي . كنت مطالباً أن أحيا طبيعياً في عملي ومنزلي ومع زوجتي وأبنائي، بل وحتى معها هي حين نتناقش افتراضياً في أي أمر ما، كنت مطالباً أن أبقى طبيعياً مع الجميع وفي كل الأوقات حتى وأنا أحترق حرفياً.