جنون اليوم والرجل الأخير

جنون اليوم والرجل الأخير

تأليف:

موريس بلانشو

دار النشر : دار ترياق
41.40 ر.س لستُ عالمًا ولا جاهلًا، عشتُ أفراحًا كثيرة، فليس كافيًا أن أقول: إنّي أعيشُ، وإنّ هذه الحياة تمنحني متعة كبرى، ماذا عن الموت إذن؟ حينما يحين موتي -ربّما يكون ذلك عمّا قليل- سأكون في غاية السّرور. أنا لا أتحدّث هنا عن مذاق الموت الذي هو بلا طعم، وفي كثير من الأحيان غير مستساغ. المعاناة تُذهِب العقل، لكن إليكم الحقيقة الاستثنائيّة التي أنا أكيد منها: إنّي أعيشُ الحياة بمتعة مُطلقة وسأشعر برضى مُطلق عندما يحين موتي. كثيرا ما تشرّدتُ، وانتقلتُ من مكان إلى آخر، عشتُ منعزلًا في غرفة واحدة. كنتُ فقيرًا، ثمّ صرتُ أكثر ثراءً، ثمّ أكثر فقرًا من الأوّل. عندما كنتُ طفلًا كانت لي عدّة هوايات، وكنتُ أحصل على كلّ ما أريد. اختفتْ طفولتي إلى غير رجعة وحلّ ركبُ شبابي على الطرق. لم يكن يهمّني شيء، يعجبني كلّ ما يحدث، ويلائمني كلّ ما يصادفني. هل كانت حياتي أفضل من حياة الجميع؟ ربّما.. أملك سقفًا كثيرون لا يملكونه، لا أعاني من الجذام، ليس بي عمى، أرى العالم بأسره، وهذه سعادة مذهلة. وأرى ذاك اليوم الذي لا شيء يحدث خارجه. من يستطيع حرماني من هذا؟ أحببتُ كائنات عدّة وفقدتُهم جميعًا. جُنِنْتُ عندما تلقّيتُ تلك الطّعنة، هذا لأنها كانت طعنة أشبه بالجحيم، لكنّ جنوني ظلّ بلا ملامح، لم يكن جنونًا ظاهرًا، وحدها حياتي الحميمة ظلّتْ على جنونها، كنتُ أحيانًا أصبح ساخطًا. يُقَال لي: "لِمَ أنت بهذا الهدوء؟" في حين كنتُ أحترق من قدمي إلى رأسي. ليلًا، كنت أركض بالشوارع مدمدمًا، ونهارًا، كنت أعمل في كنف الهدوء. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

لستُ عالمًا ولا جاهلًا، عشتُ أفراحًا كثيرة، فليس كافيًا أن أقول: إنّي أعيشُ، وإنّ هذه الحياة تمنحني متعة كبرى، ماذا عن الموت إذن؟ حينما يحين موتي -ربّما يكون ذلك عمّا قليل- سأكون في غاية السّرور. أنا لا أتحدّث هنا عن مذاق الموت الذي هو بلا طعم، وفي كثير من الأحيان غير مستساغ. المعاناة تُذهِب العقل، لكن إليكم الحقيقة الاستثنائيّة التي أنا أكيد منها: إنّي أعيشُ الحياة بمتعة مُطلقة وسأشعر برضى مُطلق عندما يحين موتي. كثيرا ما تشرّدتُ، وانتقلتُ من مكان إلى آخر، عشتُ منعزلًا في غرفة واحدة. كنتُ فقيرًا، ثمّ صرتُ أكثر ثراءً، ثمّ أكثر فقرًا من الأوّل. عندما كنتُ طفلًا كانت لي عدّة هوايات، وكنتُ أحصل على كلّ ما أريد. اختفتْ طفولتي إلى غير رجعة وحلّ ركبُ شبابي على الطرق. لم يكن يهمّني شيء، يعجبني كلّ ما يحدث، ويلائمني كلّ ما يصادفني. هل كانت حياتي أفضل من حياة الجميع؟ ربّما.. أملك سقفًا كثيرون لا يملكونه، لا أعاني من الجذام، ليس بي عمى، أرى العالم بأسره، وهذه سعادة مذهلة. وأرى ذاك اليوم الذي لا شيء يحدث خارجه. من يستطيع حرماني من هذا؟ أحببتُ كائنات عدّة وفقدتُهم جميعًا. جُنِنْتُ عندما تلقّيتُ تلك الطّعنة، هذا لأنها كانت طعنة أشبه بالجحيم، لكنّ جنوني ظلّ بلا ملامح، لم يكن جنونًا ظاهرًا، وحدها حياتي الحميمة ظلّتْ على جنونها، كنتُ أحيانًا أصبح ساخطًا. يُقَال لي: "لِمَ أنت بهذا الهدوء؟" في حين كنتُ أحترق من قدمي إلى رأسي. ليلًا، كنت أركض بالشوارع مدمدمًا، ونهارًا، كنت أعمل في كنف الهدوء.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9786039164531
  • تأليف:موريس بلانشو
  • دار النشر:دار ترياق
  • التصنيف:القصة والرواية
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2021
  • عدد الصفحات:149
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.34
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9786039164531
دار النشردار ترياق
التصنيفالقصة والرواية
اللغةالعربية
سنة النشر2021
عدد الصفحات149
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.34
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع