سرادق طائر البطريق *

"هل كان تيتو كرواتيًا؟". قال أبي وهو مازال ينظر إلى المبنى المهجور الذي يقف شامخًا وسط الفضاء الثقيل: "نعم، كان كرواتيًا، ولكنه كان رجلًا عصاميًا، كما يقال اليوم. لذلك كان أبي معجبًا به هو أيضًا. كان يعتقد أن تيتو الوحيد القادر على طرد الفاشيين من البلقان، وكان محقًا في ذلك. لذلك كان من مناصريه. لكنه نسى أن القاعدة القديمة في العالم تقول: استبدال ما هو شر بشر أكثر منه. كان يؤمن بأن تيتو شخصية قوية، رجل حالم، فيل أبيض. وبأنه بطريقة أو بأخرى رجل رأسمالي على طريقته الخاصة، وأنه سيحيى في رخاء بفضله". أضاف وهو يتابع الشمس التي نشرت ضوءها في الفضاء مثل البيضة، ثم اختفت خلف التل: "لكنه كان أفضل من عملاء الجستابو الذين انضموا مباشرة إلى المخابرات السوفيتية، ومنها إلى صفوف الحكومة، ألم يحدث ذلك؟". رأيت أكثر من أي وقت مضى بأننا سنكون ذات يوم محبوسين وسط دائرة رمادية اللون، محكمة الغلق، ومليئة بالدخان والكلام والضحك. البشر، والأرض، والفضاء، ونحن، والأطفال. القوالب، والمقاييس والأدراج، والموازين. سذاجة بلا حدود. ولتكن كلماتنا: نعم، نعم، لا، لا، هاها.