أسطورة محاربي الشينجو - ج1

"واية فانتازيا ملحميّة ضخمة، تعالج الواقع بطريقةٍ غير مألوفة أو مطروقة، غنيّة بالخيال، وتسلّط الضّوء على الكثير من المشكلات الاجتماعيّة المتمثّلة بالعنصريّة والتّعميم الخاطئ نتيجة تصرّفات فرديّة مؤذية، تجعل الجميع مريضاً بالتّعميم والشّموليّة. استهلَّ الكاتب الرّواية بالتّعريف عن الشينجو، وكيف نشأت هذه المجموعة من النّاس وبما تتميّز عن باقي البشر، لما تمتلكهُ من قوّة خارقة، وقدرات خارجة عن المعقول، حينما ستدخل من باب هذا الكتاب ستقابل عائلة جارديس، وستتعرّف عليهم فرداً فرداً، سيقيمون في عقلك وقلبك، وستشعر بالمسؤوليّة اتّجاههم لدرجةِ أنّك سترغبُ لو أنّك تمتلك حلولاً لكلِّ العوائق التي واجهت تلك العائلة ولكن مصير القارئ ""العجز"" في تشكيل قدر الشخصيّات من جديد، ستغرق باللامألوف حينما تتعرّف على قوّة التنين والجريم، وعلى معاناة راي وريو في تصحيح مسار الشينجو الذي اختلًّ بسبب البعض الذين غلبَتْ عليهم طباع الشّر، استطعتُ رؤية الرّواية كفيلمٍ لدقّة واحترافيّة الكاتب في الوصف الدّقيق للأحداث والشّخصيّات، رغم كثافة أوراق هذه الرّواية، إلّا أنّك لن تشعر بالملل أثناء الغوص في سطورها وصفحاتها، أبدع الكاتب في استخدام عنصر التّشويق، وصوّر المعارك بكاميرا قلمه باحترافيّة تامّة، ممّا يجعلك ترى وأنتَ تقرأ، تسمع وأنت تطالع، حملتْ الصّفحات الكثير من الشّخصيّات المتنوّعة، وكانت السّطور دائماً تُنبئ بالمفاجأة، رواية متكاملة من حيث الأسلوب والزمكان، تناسب جميع الأعمار، وتثري مخيّلة القارئ لما تحتويه من إبداع في الحبكة وسير الأحداث وسلاسة السّرد، حينما خرجتُ من باب هذا الكتاب، أيقنتُ أنَّ التّعميم خاطئ، ويشرّع عقيدة الظّلم والظّلام، وأنَّ الأشرار ممكن أن يعيشوا بين الأخيار، في كلّ مكانٍ وزمان وذلك لا يعني أن يُطحن الأخيار برحى أفعال الأشرار وأن يُحكم عليهم دون النّظر لنواياهم الحقيقيّة. "