الشوفار الأزرق

رواية الشوفار الأزرق ،وهي الجزء الثاني من رواية كتاب التوراة الصادرة أيضا عن ابن رشد " من النظرة الأولى التي استقبلتها منه كأنثى، عرفت بحسي الأنثوي، إنه كان قادماً من أجلي أنا لا من أجل الشوفار الأزرق، ولأنه من ذلك الصنف الصالح من الرجال والذي لا يفكر بهدم المعبد على رأس المرأة، كفعل انتقام على عدم استجابتها له، فإني قلت لا ضير من بقائه في الجوار، عندما اقترح سانتو استدعائه من أجل الاستعانة بعلمه وخبرته، كعالم رموز بشأن الشوفار. وها هو المسكين يحاول لفت نظري والتقرب إليّ بأساليبه البدائية الطيبة، وكأنه يعيش في عالم غير عالمنا ولم يتعلم في حياته شيئاً عن المرأة، ليعرف أنها كائن مجنون في موضوع قلبها، وإن طيبة الرجل لوحدها لا تكفيه للمرور من تحت قوس لهفتها، لأن المرأة ليست بحاجة للرجل الذي يدق عظامها وحسب، بل بحاجة لمن يكسر رأسها ليحشوه لها بأوهام نادرة الأحجام والألوان! في رواية الشوفار الازرق استخدم الروائي سامي البدري تشكيلات سردية تبدو غامضة ومتقلبة ما بين التركيز على الشخصية أو على الحدث أو عليهما معا وتمازج بين طرح عملية الاستيلاء على إرث يهودي عراقي يتمثل بالشوفار الأزرق، وبين كل تلك الصعوبات والعقبات والغموض الذي يكتنف رحلة البحث تلك ترتبط مالكا بسجاد بعلاقة حب عبر الأثير لتشكل تلك العلاقة تساؤلات عدة، فيصعب الفصل بين ذلك الحب وتلك الغايات المتعلقة بالشوفار الازرق، الذي يعطي الرواية نفساً جديداً ويخرجها من خانة المطاردات والأطماع ليرطبها بذلك التشويق وتلك الاثارة التي كانت تتخلل الحوارات عن طريق وصف الملامح وطريقة الكلام وأسلوب الحديث الذي يوصلنا إلى إن مالكا لم تكن عند سجاد عضوا فعالاً في مغامرة، إنما التزاما بما تفرضه تلك العلاقة من حماية حبيبته والمقاتلة من اجلها رغم اختلافهما وغاياتهما، وهذه النقطة كانت إحدى مفاتيح الحب المتبادل بعد أن يتم خطفه وتسفيره إلى تركيا من قبل مافيا مجهولة لتحضر مالكا لرؤيته ويتم خطفها وإبعادها عنه لابتزازه بها.