الترجيز الأغنية المصاحبة للعمل
احمد يوسف عقيلة
الإنسان كأيّ كائن حَيّ يعتريه التَّعَب والمَلَل.. التَّعَب فراغ في الجسَد.. المَلَل فراغ في الرُّوح.. فيشعر بالحاجة إلى تجديد جسده وروحه.. إلى ملء هذه الفراغات.. فيفزع إلى الشعر ليملأ فراغ الرُّوح. التّرجِيز إيقاع قصير حادّ.. يتناسب مع حركة الجسد.. حركة المنجل: صَدر الخَرجة مَوعَر دَرجه وحركة الدَّلو: شربِك بالغِبّ ما كَيفه طِبّ الغِب: شرب يوم بعد يوم.. في أساس البلاغة واللسان: (إبلٌ غابَّة وغَوابّ: وارِدة غِبًّا الغِبُّ: وِرد يوم وظِمءُ آخر). أحياناً يكون الترجيز مُجَرَّد صوت يتماهَى مع حركة الدَّلو: هاه امّامِي هاه امّامِي الأغنية المُصاحِبة للعمل.. المُلازِمة له.. حتى تغدو جزءاً منه.. رَعشة الأشياء وموسيقاها.. يترجمها الإنسان إلى كلمات.. كلمات تنضح بالحُبّ.. وهذا ينبغي ملاحظته.. ليست المسألة ترَفاً.. بل حاجة.. فالبدو يتعاملون مع حيواناتهم بعاطفة جَيّاشة بعيداً عن المنفعة الماديّة.. البدو ليسوا تُجّاراً.. لا يبيعون حيواناتهم إلاّ مُضطَرِّين (البهايِم مخَلّطات بدم الرُّوح)! (حال البادية مِن حِيوانها). يا امّ قشاشِيط بَيعِك تفرِيط ـ ـ ـ بَيعِك يا شقر موايِر فَقر ـ ـ ـ يا امّ قطاطي بَيعِك خاطِي البدو دموعهم دائماً قريبة مُتحفِّزة: مشاريف فَوق الهدب يَرجا الدَّمع في قَولة خَطَر يبكون لموت الإبل.. والخيل.. والأغنام.. بل وحتَّى لموت الكلاب! رأيت ذلك بأمِّ عينِي.. أنا شاهِد عيان.. لا مبالغة في ذلك.. إنَّه التعامل مع الكائنات بمنطق المشاركة العاطفيّة.. منطق المساواة.. فأنت عندما تُحبّ شيئاً ترفعه إلى مدارج روحك.. لا مساواة إلاّ بالحُبّ.. لذلك تَجِد البدو يضعون حيواناتِهم في بيوتِهم إلى جانب مضاجعهم (السّدِّي).. يقَبِّلونَها.. يتودَّدون إليها.. ويعطونَها أَسماء.
- ردمك (ISBN):9789959373090
- تأليف:احمد يوسف عقيلة
- دار النشر:دار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع
- التصنيف:الأدب والشعر
- اللغة:العربية
- سنة النشر:2022
- عدد الصفحات:160
- الغلاف:تغليف ورقي
- الوزن (كجم):0.29
- لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN) | 9789959373090 |
تأليف | احمد يوسف عقيلة |
دار النشر | دار الجابر للطباعة والنشر والتوزيع |
التصنيف | الأدب والشعر |
اللغة | العربية |
سنة النشر | 2022 |
عدد الصفحات | 160 |
الغلاف | تغليف ورقي |
الوزن (كجم) | 0.29 |
لون الطباعة | أسود |