الوارفة على عروشها

السرد التعبيري شيء أنيق دون ضرورات تصنع ويحتفظ بصفة التجلي في حضور الفكر المهتم .. ولذا فهو يمثل حضارة الأدب وتطوره دون إغفال أساسيات وجماليات و موازين عوالم الشعر وإن اختلف في صف البناء والشكل والمتناول وهو في حضور قوي حين تكون مواطن أدوات النقد. قيل "حتى أخاطب العقول امنحوني موجودات تحملها.."، ونقول تأسيسا وليس في صفة التنظير.. إن هذا في مجمله ما كان واقعا لميزة التآخي مع ما يوصف بفخامة النظم ورونق الفكر ومنارة التعلم، وفن السردية التعبيرية التي لم تتبرأ من الموزون في معطي النص ومابعده إن اكتمل النص وليشعر المتلقي بغنى النتاج وموسيقى الإيقاع ودسامة المفردة وكثافة الصورة في الاستقبال . لهذا من الفائدة بمكان أن نؤمن بأن للسردية خصوصية حضور القصيدة بمذاق مقنن وذوق مرهف متحسس لروح الكلمة ... إن السردية وإن جاءت بأفقية التدوين وبتضاريس الديوان فإنها في حالة إعلان وجود خصوصية السهل الممتنع ولا يحتمل الخلط العشوائي لضرورات وجود حدود الديباجة والتسطير . قرأنا بأن القصيدة السيرذاتية جاءت غالبيتها في انتماء وإن كان هذا الانتماء غير معلن لفن النص النثري الذاتي المعتاد..