ملحمة العناقيد

قرأت العناقيد ،متشوقاً منها المزيد،أتحفني سردها، وغمرني خيالها، وأبكاني حالها فقد احتوت المعاني، وأخفت الأسرار وأظهرت الأحزان، وشملت القاصي والداني وجمعت الآلام، وأعقبتها الآمال، تنادي العقول، بضرب الطبول، وتغزو الألباب وتبكي الأصحاب، تقرّب البعيد وتحوي القريب، تنتصر للحق، الذي يتم به العدل والصدق، الحكمة فيها رائدة، والفكرة السديدة سائدة، قوية البلاغة، سليمة الصياغة، سلسة الأسلوب، قليلة العيوب، تتخللها الصور المجازية،وتغمرها الاستفهامات التساؤلية، والاستعارات المكنية والتصريحية، يشوبها الاستطراد ، ويكسوها الإطناب، ذات قافية مقيدة ومطلقة، يضعفها التضمين والإطاء والإقواء تجمع بين الحقيقة والخيال اللذان يمنحانها الحسن والجمال،أقرب إلى الشعر الحر منه إلى الشعر الموزون، مستقبلها واعد، وأسلوبها رائد، وخيرها سائد، تزينت بها الموائد، تلك العناقيد المتدلية، أذهل العيون بريقها، وشرح الصدور وميضها ، وأبهج العقل نضمها، وأدهش الفكر سبكها، هي نتاج رجل ملهم عركته الأيام،وصقلته الأفهام، وعودته الأحلام أن يكون رفيع المقام.