مذكرات طبيب نفسي - الجزء الثاني

" لا صحــة بــدون صحــة نفســية" هــو شــعار أطلقتــه منظمــة الصحــة العالميــة لنشــر الوعــي بأهميــة الصحــة النفســية, خاصــة أن العديــد مــن الــدول مــن مختلــف أنحــاء العالـم تسـودها الأفـكار المغلوطـة عـن أسـباب المـرض النفسـي. وعلـى صعيـد الوطـن العربـي تسـود الأفـكار الخاطئـة علـى العديـد مـن الأفـراد, أهمهـا الاعتقـاد بـأن المـرض النفسـي دليل على ضعف الشـخصية, وأن الإنسـان المؤمن لا يصاب بالمرض النفسـي وأن الأدويــة النفســية تســبب الإدمــان. هــذه الأفــكار لهــا تأثيــر ســلبي علــى مــدى توجــه المريــض إلــى مراكــز العــلاج النفســي لطلــب المســاعدة وتقبلــه للعــلاج الــذي يقدمــه لــه الطبيــب المختــص. فقــط عندمــا نحــارب هــذه الأفــكار المغلوطــة وغيرهــا يمكننــا أن نتقبــل المريــض النفســي كشــخص فعـال فـي المجتمـع, شـخص ربمـا يمـر حاليـا بوعكـة صحيـة ويحتـاج إلـى الدعـم والعلاج المناســبين ليتمكــن مــن اجتيــاز المحــن والأزمــات ويســتمر فــي العطــاء. فــي هــذا الكتــاب قصصــاً مــن واقــع العيــادة النفســية بمستشــفى جامعــة الســلطان قابـوس, لنسـتمع إلـى تجاربهـم ومـن ثـم نتبـع الحكايـة بالتفسـير العلمـي للأعـراض؛ آمليــن أن نســاهم فــي نشــر المعلومــة الصحيحــة بعيــداً عــن الغلــو والشــعوذة. بقــي أن ننــوه بأننــا قمنــا بتغييــر أســماء الاشــخاص حفاظــاً علــى خصوصيــة كل منهــم مــع الإبقـاء علـى تفاصيـل الحالـة المرضيـة لنتمكـن مـن توصيـل الفكـرة بصـورة تلامـس الواقـع.