ذاكرة الماء

التجوال في ديوان الشاعر علي الستراوي ذاكرة الماء يختزل عدة رؤى شعرية إبداعية الطابع فيما تقدم من سيرة البوح والوجع الذي يلملم شتات محطات العمر المهجوس بقلق ذلكـ الوطن الساكن قلب الشاعر حيث لا يغادر الوجدان. فمن خلال مجمل القصائد التي جاءت لغتها المترعة بالمفردات والمعاني تتجلى تجربة هذا الشاعر متمازجة في بعدها الدلالي تتجه لبوصلة القلب إنسان تحتدم فيه هنا ثيمة الحب بمعناه الأكبر متخطيًا الحواجز الذاتية تماما تنهض اللغة الشعرية التي أعطت من عمق خبرتها الأدبية ما يتجاوز الرؤية في كينونتها الضاهرية. هنا للحبيبة معنى آخر، وللمطر دلالة أخرى، ولضوء الشمعة أو تلك المدن التي يُدخلنا الشاعر من أبوابها لنشاركه البحث عن ما وراء قماش الستائر التي تتوارى خلفها جميلات قصور الحكايات.. حقيقة الستراوي يشحن نصه الشعري بحالة سردية سحرية تنهض في ثناياها رمزية الإيحاء الصوري جمال الأوجه، وهو ما يفرض تحديه الجميل على المتلقي العربي، هنا نحتفل بالشعر الإبداعي الجميل مؤكدين للساحة الثقافية العربية أن الشعر العربي يتمسك بريادته ولن يتخلى عن منصة الساحة أمام زحف الرواية الطاغي..