ثلاثية المكان

ثلاث مسرحيات قصيرة تتحدث عن المكان، وإن كان محورها الأساسي هو الإنسان ثنائية تبادلية المكان الذي يحتوي الإنسان، والإنسان الذي يقطن في المكان. العلاقات الإنسانية المعقدة هي التي تملأ الفضاء المسرحي، وتحتل المكان كله لقطات في منتهى البراعة تعبر عما يجيش في النفس الإنسانية من رغبات مكتومة، ومواقف مأزومة. كما بين الزوج وزوجته في مسرحية "البيت" حيث ينتظرون وصول ابنهم وزيارته التي تأخرت ثلاث سنوات بمفاجأة لم تكن في حسبانهم. أو كما في مسرحية "الحجرة" حيث نواجه ديستوبيا قائمة لتطور مرض كوفيد 19 ليصل إلى كوفيد 999 وتجارب البروفيسور العنصري المخبول على البشر في تجاربه لمكافحة المرض، في مفارقة غريبة؛ أن تقتل إنسانا ليحيا الإنسان. النفس الإنسانية، والعلاقات الإنسانية هي محور الأعمال الثلاثة، تحاول الكاتبة الغوص داخلهم، والكشف عما يدور هناك بمشاهد وكادرات متغيرة، محاولة التقاط وتصوير الجانب المظلم من النفس، وعرضه بكل براعة في فضاء مكاني يحتل خشبة المسرح، وكأنها هي خشبة الحياة التي تحتوينا جميعا. مروة مهدي كاتبة مسرحية وأكاديمية مصرية ألمانية حصلت على درجتي دكتوراة في الدراما وفنون الأداء من ألمانيا. نشرت عددا من الكتب والأبحاث العلمية باللغتين العربية والألمانية، وتقوم بالتدريب في مجال الكتابة للمسرح وفنون الأداء. تدير منذ سنوات "مركز المسرح العربي والتبادل الثقافي ببرلين"، كما شاركت في عدد من المهرجانات المسرحية في أوروبا والوطن العربي، قامت بترجمة كتاب "جماليات الأداء" للألمانية إيريكا فيشر ليشته، وحصلت ترجمتها لكتاب "مسرح ما بعد الدراما" لهانس ليمان على جائزة الترجمة الإبداعية من الحكومة الألمانية لعام 2021.