المرأة والفن والإعلام

يضم هذا الكتاب بين دفَّتيه ثلاثة عشر بحثًا أعدّها باحثون من مصر ولبنان وتونس وليبيا وسلطنة عُمان، وتنبع فكرته الأساسية من أن للفن والثقافة دورَهما الكبير في تغيير الصور النمطية الشائعة بحكم نفاذيتهما الواسعة إلى شرائح مختلفة داخل المجتمع. هذه الفكرة تتبنَّاها منظمة المرأة العربية منذ عدة سنوات وتشتغل عليها في إطار مشروع كبير متعدد المخرجات هدفه تغيير الصور النمطية الخاصة بالمرأة العربية، ويُعَدُّ هذا الكتاب واحدًا من تلك المخرجات. وفي هذا الإطار سوف يجد القارئ الكريم في هذا الكتاب عددًا من الصور المتداولة عن المرأة العربية في التراث والأدب والصالونات الثقافية والدراما والأغاني والإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكثر هذه الصور له محتوىً سلبي وأقلّها له طابع إيجابي. إن التحدي الذي يواجهه المعنيون بقضايا المرأة هو كيف يمكن إحداث التغيير في الذهنية العربية باستخدام أدوات القوة الناعمة. تلك هي رسالة الكتاب الرئيسة، لكنها ليست الوحيدة؛ ففي الكتاب تشكيكٌ في بعض الانطباعات السابقة عن أعمال أدبية ودرامية استقرت في الوجدان العربي بحسبانها مناصرة للمرأة، في حين أنها تكرّس بامتياز الصورَ النمطية السلبية عن المرأة. من هنا يجد القارئ في متن هذا الكتاب دعوةً إلى إعادة قراءة تلك الأعمال ومشاهدتِها بنظرةٍ جديدة وفكر جديد. ثم توجد رسالة ثالثة هي التعريف بأدوار كبيرة لنساء صنعْنَ التاريخ في بلدانهن العربية بمقاومة الاستعمار وبالتنوير والتنمية والتثقيف، حتى إذا ما كُتِب هذا التاريخ لاحقًا نُزِعت منه صفحاتهن بكل بساطة. إنه كتابٌ جديد في مجاله، متسع بتعدد موضوعاته وتنوّع زوايا معالجته، جريء بالمساحات التي خاض فيها بكل تجرُّد وموضوعية، وهو إضافةً إلى فصوله الثلاثة عشر يتضمن فص تمهيديًا عن علاقة الفن ل بالتغيير وفص ختاميًا هو حصيلة العصف الفكري المتَّصل الذي لازم العمل من أَلِفه إلى يائِه.