تصرف بحب
اجعل الشجار يتوقف، والخلافات تتصالح.. لتكن علاقتك العاطفية أقوى من خلال العلاج بالتقبل والالتزام.
روس هاريس
العَلاقات رائعة ومريعة في الوقت نفسه، فهي تعطينا أكبر الأشياء وأقل الأشياء، ترسلنا عاليًا إلى السماء على أجنحة الحب، أو ترمي بنا من السماء لنرتطم بالوحل. في الأيام الأولى من العَلاقة وأنت تحضن شريكك بين ذراعيك بحنان، وقلبك يخفق بين ضلوعك كقلبِ مُلاكِم في مباراة عنيفة، سيكون من الصعب حينها أن تصدّق أنّ كل هذه المشاعر الهانئة التي تنعم بها ستختفي في المستقبل القريب. هذا صحيح، ستختفي، ستتلاشى دون أن تترك أثرًا، بل قد يحلّ محلّها غضب، خوف، أسف، إحباط، وحدة، ندم، يأس وربما مرارة، احتقار، قرف، كراهية. لماذا يبدو الأمر كذلك؟ حسنًا، الحقيقة ببساطة هي أن المشاعر تتغير. إنها مثل الطقس، حتى في الحر الشديد أو برد الشتاء القارس يتغير المناخ باستمرار. وعواطفنا لا تختلف عنه في ذلك. لذا فليس المهمّ إلى أي مدى شريكك رائع، وإلى أي مدى عَلاقتكما عظيمة، تلك المشاعر المبتدئة في الحب لن تستمرّ. لكن لا تقلق، فرغم أن هذه المشاعر تختفي بالضرورة فإنها تعود من جديد، وتختفي ثانية، ثم تعود من جديد، وهكذا حتى آخر يوم في حياتك. ونفس الشيء في ما يتعلق بكل مشاعر الإنسان، بداية من الخوف والغضب حتى البهجة والسعادة. تأتي المشاعر وترحل تمامًا كما يلي الربيع الشتاء. معظمنا يعلم ذلك بنسبة ما، لكن سَرعان ما ننسى، تأسرنا مشاعر الحب ونتوقع منها الاستمرار. نتوقع من شركائنا تلبية احتياجاتنا، والتصرف بالطريقة التي نريدها، وتحقيق أمنياتنا، وجعل حياتنا أفضل، وأسهل، وأسعد، ثم ننزعج عندما يتصادم الواقع مع الخيال. المزحة الكبيرة في كونك إنسانًا هي أن الأشخاص الذين نقضي معهم أغلب الوقت ونعرفهم جيدًا هم أكثر الأشخاص الذين يتعمّدون مضايقتنا. وبينما تضايقنا السخرية والرفض البارد والنقد اللاذع والانفعال الغاضب من المدير أو الزميل أو الجار، فإنّ الأمر يصبح أكثر ألمًا عندما يصدر من الشخص الذي نحبّ. ولا مفرَّ من ذلك، فالحبّ يضعفنا. إذا سمحنا لأنفسنا بالحميمية والانفتاح مع شخص ما -أي سمحنا لهذا الشخص بأن يتجاوز خطوط دفاعنا ويدخل قلوبنا- فنحن بذلك نسمح لأنفسنا بأن نتألم. الحب والألم مثل طرفين شريكين في رقصة، يتحركان وأيديهما ممسكة بعضها ببعض. لا تأخذ ما أقول أمرًا مسلَّمًا به، وانظر في تجربتك الشخصية، هل كان لديك عَلاقة عاطفية مع أحدهم من قبل وقضيت كثيرًا من الوقت بصحبته دون اختبار أيّ من المشاعر المؤلمة نتيجة للتفاعل معه؟ لمن هذا الكتاب؟ هذا الكتاب يستهدف مشكلات العَلاقات عامة، النوع الذي سيختبره معظم المرتبطين تقريبًا. إنه لا يغطي مشكلات العَلاقات الفادحة مثل العنف الأُسَري أو حالات الإدمان الشديدة. لقد كتبتُ هذا الكتاب لأربع فئات من القرَّاء: عَلاقتك تأخذ شكلًا معقولًا، لكنك تريد إثراءَها. عَلاقتك تأخذ شكلًا سيئًا، لكنك تريد إصلاحها. أنت الآن لست في عَلاقة، لكنك تريد أن تعلم ما الخطأ في العَلاقة الأخيرة لتستعدّ أفضل للعَلاقة التالية. أنت مُعالِج أو استشاريّ أو مدرِّب وتبحث عن أفكار للتعامل مع مشكلات العَلاقات. إذا كنت من الفئتين الأوليين فقد يكون شريكك مستعدًّا أن يستخدم هذا الكتاب معك. ومع ذلك فإنّ من نقاط القوة لهذا الكتاب أنه يسمح لك بأن تحسن عَلاقتك بشكل فردي حتى لو كان شريكك غير مهتم. كيف تستخدم هذا الكتاب؟ العلاج بالتقبُّل والالتزام في الحب مقسم إلى ثلاثة أجزاء، في الجزء الأول «اصنع فوضى» ننظر في الأخطاء التي تحدث في العَلاقات. في الجزء الثاني «اقطع عهدًا» ننظر في ما إذا كان يجب البقاء أو ترك العَلاقة، مع الوضع في الاعتبار ما هو مطلوب إذا كنت بالفعل تريد الإبقاء على العَلاقة وإصلاحها.
- ردمك (ISBN):9789775148469
- تأليف:روس هاريس
- دار النشر:دار كلمات عربية للنشر والتوزيع
- التصنيف:تطوير الذات
- اللغة:العربية
- سنة النشر:2023
- عدد الصفحات:324
- الغلاف:تغليف ورقي
- الوزن (كجم):0.46
- لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN) | 9789775148469 |
تأليف | روس هاريس |
دار النشر | دار كلمات عربية للنشر والتوزيع |
التصنيف | تطوير الذات |
اللغة | العربية |
سنة النشر | 2023 |
عدد الصفحات | 324 |
الغلاف | تغليف ورقي |
الوزن (كجم) | 0.46 |
لون الطباعة | أسود |