إفريقي في فلسطين

منذ سنوات وأنا أستمع إلى قصائد درويش بصوته الخشن والسيمفوني. خصوصًا قصائد "على هذه الارض ما يستحق الحياة", و"خطبة الهندي الأحمر", و"لا شيء يعجبني". ولم أكن أحلم مطلقًا، حتى في أكثر خيالاتي جموحًا وجنوحًا، إنني سأطأ الأرض التي مشى في ترابها، وغنى لها، وتغنى بها؛ لذلك فقد نط قلبي طربًا، عندما سمعتهم يتحدثون عن زيارة متحف درويش، بعد انتهاء الحفل في مركز خليل السكاكيني. كما لو أني سأذهب إلى زيارة صديق قديم، لطالما راسلته عن بعد، ولطالما وضعت أذني في الوسادة، واستمعت إلى قصائده التي خفّفت من عزلتي القاتلة، ومن وحدتي المربكة، ومن غربتي في مدن صغيرة على تخوم الصحراء. " نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.. ونسرق من دودة القز خيطا لنبني سماء لنا ونسيج هذا الرحيلا".