المسؤولية الاجتماعية للإعلان التلفزيوني والصحفي

يذكر الدكتور هنري دوبان: حين كنت في ساحل العاج أجري بحثاً عن تغذية صغار الأطفال، رأيت بعض الأمهات يسقين القهوة لأطفال تقل اعمارهم عن 20 شهراً، وعندما سألت عن أسباب ذلك قال لي بعض الطلبة وهم في دهشة من جهلي، ألم تسمع بالعبارة التي تتكرر كل يوم من الإذاعة بأن القهوة تجعل الرجال أكثر قوة، والنساء أكثر مرحاً، والأطفال أكثر ذكاءً، هكذا عبر هذا العالم الفرنسي بعمق عن الآثار النفسية، والسلوكية، والاستهلاكية للإعلان، وكيف أقنع الاعلان الأمهات بأن القهوة تحمل عوامل القوة والمرح والذكاء، ولكي يكون الاعلان مسؤول اجتماعياًَ يجري تغيير وجهة النظر للاعلان برمّته، فبدلًا من النظر الى المستهلك انطلاقاً من المنتوج، يتم النظر الى المنتوج بعيني المستهلك. فالتوجه في اعلان المسؤولية ينصب بشكل رئيس نحو رضا المستهلك ورفاهية المجتمع، ويسعى الى تحقيق السلامة والأمن للمستهلك، وبلوغ الافراد لنوعية الحياة (Quality of life) التي يطمحون اليها، فرفاهية المجتمع هي العنوان الرئيس لأعلان المسؤولية الاجتماعية.