فجر الحضارة

يهدف هذا العمل، على التنويه والإشادة بدور العراق المهم على مستوى العالم والمعمورة، باعتباره الحاضنة البكر للحضارة الأصلية الأولى ونقطة البداية التي إليها يعود الفضل، كل الفضل في ما وصل إليه بنو البشر بالأمس واليوم والمستقبل.   وقد تم إيجازه بعدة فصول، رأيت أن أجعل الفصل الأول عن مفهوم الحضارة ونشوؤها وطرائق أرخنة وتقويم المواد الأثرية، وأما الفصول المتأخرة فهي عن أهم المواقع الأثرية في شمال العراق، التي تؤرخ لفترات بعيدة موغلة في القدم والتي نستطيع القول: إنها أول اللمسات العالمية عن المعالم والاعتبارات الحضارية، ثم تناولت ما اعقبها من مواقع وأدوار (حجرية) ومعدنية في نفس المنطقة وفي الجنوب من وادي الرافدين، بعد ذلك جاءت فترة العصر الشبيه بالكتابي، التي هي قُبيل ابتكار الكتابة المسمارية من قبل السومريين أو من سبقهم من الفراتين الأوائل، ثم ندخل في العصور التاريخية، حيث العصور المسماة بعصور السلالات السومرية الثاني والثالث، وذكرنا في خضم بيان تلك المراحل القديمة، بعض القصص الأدبية والأساطير الملحمية من قبيل قصة الخلق والطوفان وملحمة كالكامش، وأيضاً أبرز ما قدمته سومر من علوم ومعارف وتوطيدها للميثولوجيا والماورائيات (الميتافيزيقا) البدائية، وأخيراً، اختتمتُ البحث بجولة سريعة في بلاد آشور الواقعة إلى الشمال من أرض سومر التي زامنت الأخيرة وخضعت لها تلك الفترة.