حاضر المصريين أو سر تأخرهم

كثير من الأعمال تبقى خالدة لكونها تفسر حقائق باقية، صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام ١٩٠٢ وعُدّ من بدايات الكتابات الاجتماعية التي توصف المجتمع المصري حينها توصيفًا دقيقًا، وكأن كاتبه (محمد عمر) درس تقنيات التأريخ الثقافي بجامعة عريقة، إلا أنه في الواقع بوسطجي مصري يجوب شوارع وحارات المحروسة ويرى أحوالها ويحللها بعقله ويدون منطوق ما انطبع عنده، وفي الوقت ذاته تأثر بنخبة من المثقفين عايشهم وقرأ لهم؛ وقد تأثر خصيصًا بترجمة كتاب (سر تقدم الانكليز السكسونيين) لأحمد فتحي باشا زغلول، وبذلك اجتمعت عنده الملاحظة والموهبة والمآثر الثقافية، التي مكنتهُ من كتابة الواقع بلغة سهلة بسيطة ومرتبة بمنهجية واضحة في آن واحد فقد قسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء عن الأغنياء و عن الطبقى الوسطى و عن الفقراء. ولا عجب حينما تقرأ في منتصف الكتاب أن تسأل نفسك أيتكلم المؤلف عن المصريين بعصره أم بوقتنا الآني؟ وما أشبه اليوم بالبارحة!