أبحاث في النص القرآني في ضوء المنهج الروحي للغة

يتناول هذا البحث الأصول الإسلامية الروحية التي نشأت في ظلها العلوم، ولا سيما علوم اللغة العربية، ويتجاوز ما اعتاد عليه الدارسون المعاصرون من الرتابة التي استمرت قروناً في الكتب الظاهرية، التعليمية؛ ليخوض في أعماق اللغة الكريمة التي اختارها الله تعالى: لنزول معجزته الخالدة بعد أن هيأها لهذا الحدث العظيم . ولاشك في أن مثل هذا الاتجاه من البحوث ضرورة في ظل الحضارة المادية المعاصرة التي أهملت الجانب الآخر من حياتنا الجانب الروحي، ولا سيما في اللغة التي أنزل الله بها كتبه الكريمة، ومنها اللغة العربية التي ارتبطت بالإسلام ارتباطاً روحياً لا يمكن فصله إذ لا يقوم أحدهما من دون الآخر. هذه الصلة الحتمية بين الإسلام والعربية أقرها المستشرقون قبل العرب. إن التجربة الروحية في الإسلام ميدان واسع يزخر بألوان شتى من العقائد والفلسفات جاء بها الإسلام، وأقرها القرآن الكريم، وأكدتها السنة النبوية، وتبلورت في حياة الصحابة رضوان الله عليهم حتى اتسمت بالفرار من الدنيا والصروح المادية، والانقطاع عن الناس، واعتزال الحياة ثُمَّ تطورت إلى التصوف المعروف، وقد ضمت فيما بعد أشتاتاً من الثقافات الأجنبية عن طريق الترجمة والإختلاط المباشر بالأديان، والفلسفات القديمة.